الثورة – تحقيق – رولا عيسى:
عادة ما تضفي عروض التنزيلات على الأسواق والمحال التجارية شيئاً من الحركة على صعيد البيع والشراء في هذا التوقيت من العام، لتعطي واجهات المحال انطباعاً جيداً يجلب الأنظار ويشد المستهلك لعله يجد حاجته بالكلفة المناسبة لقدرته الشرائية، وسرعان ما يتراجع المشهد عندما يقترب المستهلك إلى الواجهة ويقرر الدخول ليستطلع العروض المغرية عن قرب حيث تبدو عروض التنزيلات هذا العام باهتة نتيجة تراجع القدرة الشرائية وغلاء الأسعار و الاتجاه نحو الأولويات.
مشتريات ضرورية
تقول سمر مصطفى ربة منزل أنها اعتادت على التسوق في وقت التنزيلات وترى أن أسعار ألبسة وأحذية الأطفال والسن المحير لاتزال مرتفعة حتى في عروض التنزيلات لذلك فإنها تختار مشتريات ضرورية ولازمة، وليس كما الأعوام السابقة التي كانت تشتري فيها أغلب ماتحتاجه هي وأسرتها من الأسواق للعام القادم، حيث بلغ سعر أرخص حذاء وبنوعية أقل من جيدة سعر ٣٥ألف ليرة مبينة أن بعض العروض شكلية.
عروض الماركات ونسبة الأرباح
وترى رجاء موظفة أنه هذا العام تحاول أغلب المحال وضع عروض للبيع لكن الأسعار لاتتناسب مع راتبها الشهري، ووجدت أن عروض بعض الماركات أظهرت مدى الأرباح التي تحققها قبل حلول التنزيلات ومع ذلك فالعروض تكون محددة على قطع معينة وتساءلت لماذا لاتكون التنزيلات على كل القطع المعروضة؟ !.
الحركة خجولة
محمد يعمل بائعاً في أحد المتاجر أشار إلى أن الحركة تبدو خجولة على الشراء في فترة التنزيلات وأن العروض محدودة نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج وأن مبيعات الألبسة النسائية والأطفال هي الأكثر، عازياً الأمر لانخفاض القدرة الشرائية ولوجود عمليات بيع تتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث يرى أن الشراء عبر تلك المواقع أحياناً يكون غير مناسب نظراً لوجود بعض العروض الوهمية ومن الضروري التأكد من مكان المحل ونوعية مايعرضه قبل الشراء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي معتبراً أنه رغم الشح في البيع إلا أنه في فترة التنزيلات يتحسن.
يربح أقل ويبيع أكثر
أما نذير يقول إن مبيعاته جيدة خلال العام وليس فقط في التنزيلات ورغم تراجعها عن السابق لكنها أفضل من محلات أخرى تصر على مرابح كبيرة في القطعة وأما هو يقبل بأرباح معقولة حيث يعرض ملبوسات وأحذية تناسب ذوق الشباب ونوعيتها مقبولة.
هذا ومن خلال جولة على بعض محال الألبسة ومنها الماركات لاحظنا أن نسبة التخفيض قليلة وبعض القطع لازالت تحمل نفس السعر قبل شهر من الآن لكنها وضعت بالتنزيلات وهو مابرره صاحب أحد المحلات بأنه إذا ما باع بأسعار أقل فإنه لن يتمكن من توفير الموديلات من جديد بسبب ارتفاع سعر الجملة عليه، وتراوحت أسعار الألبسة في محال عروض التنزيلات مابين ٦٠-١٠٠ألف ليرة للبنطال والجاكيت بين ٧٥-١٥٠ألف ليرة في حين وصل سعر البلوزة النسائية ما بين ٣٥-٨٠ألف ليرة وسعر البيجامة يتراوح ما بين ٦٠-١٢٥ ألف ليرة، بينما سعرالحذاء ما بين ٣٠-٩٠ألف ليرة والجزمة الطويلة ما بين ٦٥-١١٠آلاف ليرة، وكانت الملاحظة على الأرقام مثلاً وضع سعر ٢٩٨٠٠ بدل ٣٠ألف ليرة.
٢٠٪ أقل نسبة للتنزيلات
مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية الدكتور حسام النصر الله أكد للثورة أن القرار 1135الصادر عن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك نظم عملية التنزيلات الموسمية ،حيث حدد بموجبه فترة التنزيلات الشتوية من 15 كانون الثاني إلى 15 آذار من كل عام و نسبة التخفيض لا تقل عن 20% كما يلتزم أصحاب المحال التجارية بوضع لافتة على واجهة المحل يثبت عليها الإعلان بنوع التصفية ومدتها والحد الأدنى والأقصى لنسب التخفيضات الجارية على أسعار المواد والسلع والبضائع قبل إجراء التصفية، ووضع بطاقة سعرية على كل صنف يدون عليها السعر والمواصفة، ويتم الإعلان عن السعر بشطب السعر القديم ووضع السعر الجديد بخط مائل وبلون مميز وأن يكون الإعلان بشكل بارز عن وجود التنزيلات بنسب مئوية معينة يتم خصمها عند الدفع والتقيد بهذه الأسعار.
تنزيلات غير موسمية
ونوه النصر الله أنه يجوز الإعلان عن التنزيلات بوسائل الإعلام المختلفة على أن تحدد مدتها من بدايتها ونهايتها وفق أحكام القرار 1135، كما يمنع وضع أي عبارة للدلالة على التنزيلات سوى كلمة تنزيلات أو تخفيضات كما يجوز منح تنزيلات غير موسمية لتجار المفرق غير المشمولين بالقرار لتصفية موجوداتهم من السلع والبضائع التي تتعرض للتعديل أو التطوير أو التي تختلف عن الموديلات الحديثة مثل الألبسة والأحذية، وذلك بمنحهم ترخيص لمرة واحدة في العام خلال موسمي التنزيلات أو خارجها ويتم الإعلان على واجهة المحل بالإضافة إلى اللافتة بشكل واضح ومفصل عن الأصناف الخاضعة للتنزيلات ومواصفاتها بشكل دقيق بما في ذلك الموديل والماركة ووضعها سليمة أو معابة وسعر كل صنف قبل وأثناء التنزيلات وعزل الأصناف الخاضعة للتنزيلات في جانب خاص من المحل وأن يعلن ذلك داخل المحل وعدم التسرع.
عدم التسرع في الشراء
وتنصح خبيرة التسويق ميرنا السفكوني بعدم التسرع في الشراء وأنه من الضروري الانتباه في حال الشراء خلال فترة التنزيلات إلى نوع القطعة وجودتها ومقاسها وتكرار موديلها وإمكانية وجود عيوب تصنيع فيها وحاجة المستهلك إليها وعدم الانجرار إلى الموضة الحالية وإنما مع ما يتناسب مع الإمكانية المادية وكذلك الارتياح في اللباس وملاءمته المظهر ومدى صحة التنزيلات في سعرها والتأكد من أنه السعر الأرخص بين المحال ومدى مناسبة الموديل فالتنزيلات كما هي فرصة للمستهلك هي فرصة التاجر في بيع أكثر وكذلك التخلص من الكساد للسلع والسلع التي تحوي العيوب.
وتوقعت الخبيرة سفكوني ارتفاع نسبة التخفيض في المحال التجارية خلال شهري شباط وآذار مع اقتراب الموسم الربيعي وتتصاعد العروض لأكثر من ٥٠٪ مع انتهاء مدة التنزيلات وبسبب قلة الإقبال على الشراء.