الثورة- لجين الكنج:
عشرات المباني سقطت على الأرض، ومناطق وأحياء نكبت، ومئات الصرخات تستغيث تحت الأنقاض، والضحايا يتزايد عددهم يوماً بعد يوم، إنه ليس فيلماً سينمائياً بل إنها فاجعة الزلزال المدمر الذي استفاق عليه السوريون صباح الإثنين ٦ شباط والذي أودى حتى هذه اللحظة بحياة الكثيرين وأصاب الآلاف.
في الوقت الذي تواجه فيه سورية حرباً إرهابية منذ ١٢ عاماً، جاءت كارثة الزلزال لتكمل معاناة السوريين، بسبب نقص المعدات الثقيلة ونقص حاد في الأدوية، فناشدت سورية الأمم المتحدة لتقديم يد العون لتخفيف الكارثة، وكانت العقوبات المفروضة عليها من قبل الدول الأوروبية قد جعلت مهمة إنقاذ العالقين وتقليل خسائر الكارثة أصعب.
أمريكا التي تدعي الإنسانية زوراً وبهتاناً، تحاول تبرئة نفسها من جريمة إعاقة المساعدات الإنسانية، وأعلنت بأن قانون قيصر لا يمنع المساعدات الإنسانية إلى سورية، ولكن مركز كارتر الأمريكي للدراسات كشف زيف التصريحات الأمريكية وأكد أن العقوبات تستثنى الناحية الإنسانية في الشكل فقط، ولكنها تمنع المساعدات على أرض الواقع.
تستمر واشنطن ومعها أتباعها الأوروبيين، بالتشبث بقانون قيصر وعقوباته، ولم تعلن تضامنها ولو لفظيا مع ضحايا الزلزال، وكأنهم ليسوا بشرا، أو بالأحرى فإن تلك الدول لا تمت للقيم الإنسانية بأي صلة، وهذا أكبر دليل على الحقد والعنصرية والفاشية السياسية المتجذرة في عقول ساسة الغرب.
كانت عودة عربية معاكسة إلى سورية من العرب الشرفاء، الذين اخترقوا كل قوانين أمريكا وسياستها، وعادوا إلى أرضها، وتهاتف القادة مع السيد الرئيس بشار الأسد، وتعاطفوا مع ضحايا سورية ووقفوا إلى جانب شعبها المنكوب.
وها هي الطائرات المحملة بفرق الإنقاذ والإغاثة والمعونات الطبية والأغذية تتدفق إلى سورية وتكسر قوانين قيصر وحصاره، من العواصم العربية والإسلامية وحتى العالمية، من الجزائر وتونس والعراق والإمارات، ومن روسيا وإيران والهند والصين، ومن باكستان ومصر وغيرها، وسيبقى السوريون يشكرونهم قادة وشعوبا، ممن قدموا المساعدة لتخطي هذه الفاجعة، لأنهم داسوا بعجلات طائراتهم على قانون قيصر وحصاره.
