أ.د. جورج جبور
كانت الفكرة إصدار قرار من مجلس الأمن. تحول القرار إلى بيان. لا بأس. البيان أفضل من لا قرار. حكاية واشنطن وحق النقض المسلط على حقوق الفلسطينيين معروفة منذ زمن بعيد.
لا ينقصها إلا تصريح أمريكي رسمي يعلن أن أمريكا وهبت حق نقضها إلى إسرائيل. أنجز مجلس الأمن نصف خطوة. تبقى عليه خطوة لاحقة هي إصدار قرار مخصص لتأكيد قرار أجاز أوباما صدوره ورقمه 2334.
صدر أفصح قرار نطقاً بالقانون الدولي في كانون الأول 2016، في فترة انتقالية شهدت فوز ترامب وقرب انتهاء تمسك أوباما بخيوط السلطة. كان يجدر ببايدن أن يجدد شباب القرار 2334. لم يفعل. كأنه لم يكن نائب أوباما. كأنه لم يشارك في قرار إجازة صدور القرار 2334. آثر الصمت لمدة عامين وأكثر وحين نطق نطق ببيان لا بقرار. كان على بايدن أن يكون أكثر رئاسية في متابعة خطة أوباما.
وتبقى خطوة ثانية تقع كامل مسؤولية القيام بها على ثلاثي نشط: فلسطين. الجزائر. الإمارات. مسرح العمليات ليس مجلس الأمن بل مسرح أكثر حماسة لحقوق الفلسطينيين هو الجمعية العامة. فليكن يوم 2 تشرين الثاني خالداً في الأذهان بصفته: “اليوم العالمي لمناهضة الاستيطان”. فلسطين الفاعل الأول. الجزائر رئيس القمة العربية.
أما الإمارات فقد نشطت ووجدت لها دوراً في قرار اليوم المتحور إلى بيان. حسناً فعلت الإمارات وبإمكانها أن تتابع في مسرح الجمعية العامة بل وأيضاً في إعادة افتتاح مركز زايد، وهو مركز تزداد الحاجة إليه في تنوير آلية صنع القرار السياسي العربي.
الساعة 8 و 48 دقيقة مساء الاثنين 13 شباط 2023
*الكاتب الرئيس الفخري للرابطة السورية للأمم المتحدة
