الثورة – يمن سليمان عباس:
لم يعد الإعلام كما يرى الكثير من الباحثين مجرد خبر ينقل من ساحات الأحداث، بل هو صانع الحدث وموجهه إلى حيث يريد الإعلام علم العلوم كلها، والخطاب الإعلامي هو محصلة الخطابات كلها التي تريد الرسالة الإعلامية أن تعبر عنها.
من الطبيعي أن نكون في سورية قد خبرنا أفانين ما يجري في الإعلام بعد عشر سنين ونيف من العدوان علينا.. ومن الطبيعي أن يضع إعلاميونا كتبا في هذا المجال.
يقدمون فيها قراءاتهم الإعلامية ويضعون خبراتهم أمام الجيل الجديد.
هناء الصالح واحدة من الإعلاميين السوريين الذين خبروا ذلك ومازالت تقدم، وضعت عصارة خبرتها في كتاب حمل عنوان .. الإعلام مواقف متبدلة، وصدر عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق، وهو يقع في ١٦٤ صفحة من القطع المتوسط، ويمتد على أربعة فصول هي: تحليل التضليل الإعلامي – الإعلام مؤثرات وتأثيرات- الإعلام الأمريكي المضلل- التضليل الإعلامي.
مواجهة التضليل الإعلامي..
من خلال الخبرة العملية والنظرية تقدم الصالح استراتيجية لمواجهة التضليل الإعلامي، ولأن البحث هذا من أهم ما في الكتاب نوجز ما جاء فيه.. تقول: لا بد من خطوات فعلية عامة لمواجهة التضليل وفبركاته وترويجاته المخالفة للحقيقة التي ليس من السهل توضيحها، ولكن وضع بعض الإعلاميين والباحثين قواعد من الممكن أن تشكل مبادئ أساسية لمواجهته منها:
البحث عن المرجعية في الخبر والخلفية السياسية التي تقف خلف وسائل الإعلام التي أغلبها مسيس ولاسيما تلك الخارجية التي تكاد تخلو من الحيادية في بث الأخبار، فمنها ما هو ناطق بلسان حال الدول الإمبريالية التي تهدف لتسويق مشاريعها ومنها وسائل تباع وتشترى لمن يدفع أكثر.
المحافظة على الثقة بالإعلام الوطني: لا يمكن القول عن الإعلام الوطني أنه مسيس لأنه بالضرورة هو من أجل مصلحة الوطن، وعليه اكتساب الثقة التامة من جمهوره وذلك بالصدق في الخبر وتوصيف الحقيقة كما هي حتى ولو كان ذلك فاضحا لأخطاء معينة مقصودة أم غير مقصودة.
الاستقلالية..
الاستقلالية تكمن في إعطاء الإعلام سلطة رقابية لا يمكن المساس بها وحرية النقد وفضح الفساد وهذا يحقق المصداقية إضافة إلى ما يحققه مع سلطة القضاء من تكامل العمل لمصلحة الوطن، وضرورة ضمان الحماية والحصانة والحياة الكريمة للإعلاميين.
تنشيط دور وسائل الإعلام الوطنية بإنتاج مواد وبرامج تعزز التكاتف الوطني وضمان استقلالية الإعلامي واحترام كونه قائد رأي عام.
إلقاء الضوء على ما يرد في الإعلام المغرض ومناقشته ويجب ألا نتجاهل تلك الأخبار وبمعنى آخر يناقش ويحلل.
تنمية الوعي المجتمعي تجاه ما يرد في وسائل الإعلام المغرض والتثقيف عموما، بدءا بالمدارس وانتهاء بمؤسسات التعليم والمجتمع كافة لإخراج الجميع من دائرة التخدير الإعلامي المقصود به تقبل الخبر على ما هو عليه من دون مناقشة أو تحليل.
عدم تصديق كل ما تنشره شبكة الانترنت بتطبيقاتها ومنافذها المختلفة، فمن المعروف أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مرتعا خصبا لنشر الأخبار الوهمية والشائعات وبسبب عدم وجود الرقابة بشكل دقيق، فإن هذه المواقع لها تأثير كبير على آراء الجمهور عبر الأكاذيب الملفقة والخدع الصوتية والبصرية وعرض المشكلات الزائفة والمختلفة وتهويل القضايا والحوارات المشوهة وحصر النقاش في جزئيات من دون غيرها وقطعها عن الإطار العام وسياقها الطبيعي وصورتها العامة وتسليط الأضواء على قضية من دون غيرها وحصر التفكير فيها وتشتيت الانتباه عن قضايا مهمة، أهمها الاتفاق لمصلحة الوطن وهو مالا يبتغيه القائم بالاتصال عبر تخطيط دقيق لتحقيق أهدافه في تزييف الحقائق وتشويه المعلومة الصحيحة.
السابق