الثورة – ترجمة ختام أحمد:
دعت منظمة القلم الدولية إلى فرض حظر فوري على توريد الأسلحة إلى إسرائيل لمنع ” الإبادة الجماعية المستمرة ضد الفلسطينيين في غزة”، وإلى اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء الهجوم، معربة عن غضبها إزاء فشل المجتمع الدولي في محاسبة إسرائيل على القتل اليومي للمدنيين والحصار الخانق.
وجمعت منظمة القلم الدولية شهادات من كتاب فلسطينيين من مختلف أنحاء الأراضي المحتلة، والتي قالت: إنها تُظهر “جهوداً متضافرة ومنهجية من جانب إسرائيل لمحو الشعب الفلسطيني وتراثه الثقافي”، وتعد هذه المنظمة غير الحكومية الأحدث بين عدد متزايد من المنظمات الدولية التي وصفت الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنه حملة إبادة جماعية.
خلص خبراء الأمم المتحدة، ومراقبو حقوق الإنسان، ووكالات الإغاثة، ومئات المتخصصين القانونيين وخبراء الإبادة الجماعية، إلى أن سلوك إسرائيل يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وقضت محكمة العدل الدولية العام الماضي بأن الفلسطينيين يواجهون خطراً محتملاً بالتعرض للإبادة الجماعية.
لقد أدى الهجوم العسكري الإسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 54418 فلسطينياً على مدى الأشهر العشرين الماضية، ويُعتقد أن الآلاف الآخرين محاصرون تحت الأنقاض، كما تم تدمير أو إتلاف أكثر من ثلاثة أرباع جميع المباني في غزة، بما في ذلك 90 في المئة من وحدات الإسكان في القطاع، ومعظم المدارس والمستشفيات، وعشرات المواقع الدينية والتاريخية.
وفي الأسابيع الأخيرة، تحدث كبار المسؤولين الإسرائيليين بعبارات إبادة جماعية عن الهجوم المتزايد على غزة، وتعهدت الحكومة بالسيطرة على كامل أراضي غزة وتهجير سكانها البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة إلى الجنوب، قبل ما وصفه الوزراء بهجرتهم “الطوعية” من أراضيهم.
وقال مينا ثابت، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة القلم الدولية: إن هناك “خطراً وشيكاً” يتمثل في إمكانية محو الحياة الفلسطينية في غزة على يد الجيش الإسرائيلي، وأضاف في تصريح لصحيفة “العربي الجديد ” أن “الكتاب، مثلهم كمثل العديد من المدنيين في غزة، يواجهون الموت والجوع على مستوى غير مسبوق، في حين تم تدمير معظم البنية التحتية في غزة، بما في ذلك المدارس والمكتبات ومحلات الكتب والجامعات”.
وقالت منظمة القلم الدولية: إن استهداف الفنانين والكتاب والمواقع الثقافية هو جزء من “استراتيجية متعمدة لإسكات الشعب الفلسطيني ومحوه”، ووثّقت المنظمة مقتل ما لا يقل عن 23 كاتباً فلسطينياً في غزة خلال الأشهر العشرين الماضية، بالإضافة إلى 173 صحفياً وعاملاً إعلامياً معروفاً لقوا حتفهم.
وحتى أيار الماضي، وثّقت الأمم المتحدة الأضرار التي لحقت بـ 110 مواقع ثقافية، وقال ثابت: “إن حظر الأسلحة هو الخطوة الأولى لوقف الإبادة الجماعية المستمرة ضد الفلسطينيين، ووضع حد للتواطؤ في واحدة من أفظع الجرائم ضد الإنسانية”، مضيفاً أن “هذا القرار يجب أن يتبعه خطوات أخرى لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب التي ارتكبتها في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وتلقت إسرائيل أسلحة بمليارات الدولارات من أكبر مورديها- الولايات المتحدة وألمانيا- طوال فترة الحرب، وتمثل هاتان الدولتان معاً الغالبية العظمى من واردات إسرائيل من الأسلحة، بينما أوقفت عدة دول غربية جميع وارداتها من الأسلحة، وطبقت دول أخرى حظراً جزئياً، كما أوقفت المملكة المتحدة في أيلول بعض تراخيص التصدير، لكنها استمرت في توريد أجزاء المكونات لأسطول طائرات إف-35 الإسرائيلية.
المصدر _ The NewArab