الثورة- هبه علي:
تصاعدت حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد اتهامات متبادلة بانتهاك الاتفاق التجاري الموقع بينهما مؤخراً، في وقت يتابع فيه المجتمع الدولي تطورات هذا النزاع الاقتصادي بقلق بالغ.
وذكرت صحيفة” الغارديان” في تقرير لها أن بكين وجهت اتهامات لواشنطن بما وصفته “انتهاكاً خطيراً” للاتفاق الثنائي الذي تم توقيعه قبل أسابيع قليلة، ما أدى إلى إعلان هدنة بين البلدين، في نزاعهما التجاري الذي كان يهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي.
وأفاد التقرير بأن الجانبين كانا قد توصلا في 12 مايو/أيار الماضي إلى اتفاق لتعليق الزيادات الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوماً، بعد أسابيع من التصعيد الذي وصلت خلاله الرسوم إلى 125% على بعض السلع، مما أثار مخاوف من تأثيرها السلبي على التبادل التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقالت “الغارديان”: ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصف الاتفاق عند توقيعه بأنه “نقطة تحول” في العلاقات الثنائية، لكن المفاوضات تعثرت لاحقاً مع اتهامات أمريكية للصين، بعدم الوفاء بتعهداتها الخاصة برفع القيود عن صادرات المعادن الأساسية.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت قوله: إن الصين “تحجب بشكل متعمد إمدادات حيوية عن الأسواق العالمية”، معتبراً أن هذا التصرف “يتناقض مع مبدأ الشراكة الموثوقة”.
وأشار التقرير إلى أن الصين كانت قد فرضت قيوداً مشددة على تصدير المعادن النادرة والمغناطيسات خلال ذروة الأزمة في أبريل/نيسان الماضي، وهي مواد تعتبر أساسية للعديد من الصناعات الأمريكية، ورغم التوقعات برفع هذه القيود بعد اتفاق أيار، إلا أن التقارير تشير إلى استمرار معاناة الشركات الأمريكية.
ورداً على ذلك، اتهمت وزارة التجارة الصينية واشنطن في بيان نقلته الصحيفة البريطانية، بما وصفته “انتهاكاً صارخاً” للاتفاقيات الموقعة، وقالت أمس الإثنين: “لقد فرضت الولايات المتحدة على التوالي عددا من التدابير التقييدية التمييزية ضد الصين، بما في ذلك إصدار إرشادات لمراقبة الصادرات لرقائق الذكاء الاصطناعي، ووقف بيع برامج تصميم الرقائق إلى الصين، والإعلان عن إلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين”.
واختتمت “الغارديان” تقريرها بالإشارة إلى أن الجانبين يبحثان إجراء اتصال هاتفي رفيع المستوى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و الرئيس الصيني شي جينغ بينغ في محاولة لاحتواء الأزمة، في وقت يتابع فيه المجتمع الدولي تطورات هذا النزاع التجاري بقلق.
