الثورة-ديب علي حسن:
تكشف الأحداث الكبرى التي تقع في العالم عن مواقف القادة والمفكرين والمثقفين.. وقد شهدنا في القرن العشرين المنصرم أحداثاً ووقائع كبيرة كانت مواقف المفكرين الغربيين – بعضهم – تدل على أنهم فعلاً مثقفون مؤمنون بالإنسانية وعدالة القضايا كما فعل المثقفون الفرنسيون ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر وفضحهم العدوان.
وحصل أيضا في الولايات المتحدة أن ندد المثقفون الأمريكيون أيضا بعضهم بما تمارسه واشنطن من إرهاب واستبداد كما فعل آرثر ميللر ومعرفة المكارثية التي طاردت وحاكمت هؤلاء المثقفين.
يرى سارتر في تعريفه للمثقف انه من يتخذ موقفا ما من قضية يراها ..فعلى سبيل المثال العالم الذي يعمل في الذرة هو مثقف تقنيا أي عالم، ولكنه لم ولن يكون مثقفا إلا إذا اتخذ موقفا من أخطار الذرة إذا ما تم استخدامها في غير مجال السلم.
في المشهد الحالي يبدو أن الكثيرين من مثقفي الغرب نائمون أو هم في ركب التضليل الذي تمارسه حكوماتهم .. فهل من مثقف حقيقي مثلا يجب أن يكون مع منع الأدب الروسي في الجامعات الغربية بحجة الوقوف مع أوكرانيا.. وقد فعل بعض هؤلاء هذا.
وهل من مثقف غربي لم ير أو يشاهد آثار العدوان الغربي على ليبيا وسورية والعراق وفرض الإجراءات القسرية عليها..
وهل من أحد في العالم لم يتابع الآثار الكارثية للزلزال الذي أصاب بعض المدن السورية وما كان نتيجة الحصار الجائر الغربي على سورية.
وهل من مثقف أو إعلامي لا يتابع ما تسرقه واشنطن من النفط السوري وتهربه؟ ألم يشاهدوا كيف دمرت البنى التحتية في المنطقة الشرقية..وكيف أحرقت محاصيل القمح ..؟
يعرفون ذلك حق المعرفة ويتابعونه وقد ران الصمت على قلوبهم وغدا حبرهم وأصواتهم في ركاب شيطان الاستعمار..
قد سمعنا صوتا من هنا وهناك تعلن عدالة قضايانا وتقف مع سورية وتفضح المؤامرات وهي تشكر على ذلك.. ونريد أن يصل صوتها إلى أبعد مدى في دولها.. ولكن على ما يبدو أن شعار الحرية لا وجود له هناك بمثل هذه الحالات، بل تقمع أي فكرة أو عمل يقوم بتعرية أدوات العدوان.
ببساطة إنهم أكذوبة يغطيها ريش الأضاليل والأكاذيب التي ابتكرها الإعلام الغربي..
وما أصدق ما قاله ميخائيل نعيمة ذات يوم
اخي غن ضج بعد الحرب
غَرْبِيٌّ بأعمالِهْ
وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ
فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تشمتْ بِمَنْ دَانَا
بل اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ
لنبكي حَظَّ موتانا
