الثورة:
اكتشف الباحثون أقدم أدوات صنعها أسلاف الإنسان، وهي أحجار قطع بسيطة (رقائق حجرية) يعود تاريخها إلى 3.3 مليون سنة، ويُعد الاكتشاف أقدم بـ 700000 عام من أقدم الأدوات المعروفة حتى الآن
فقد توصّل الباحثون إلى اكتشاف مدهش قد يعيد كتابة تاريخ الحياة الذكية على الأرض حيث يؤكد الدليل الجديد الادعاءات المتنازع عليها بشأن الاستخدام المبكر للأدوات، ويقترح أن الأوسترالوبيثيسينات القديمة مثل “لوسي” الشهيرة ربما تكون قد صنعت أدوات حجرية أيضًا.
تم اكتشاف هذه الأدوات الحجرية والتي يرجع تاريخها إلى 2.6 مليون سنة مضت.
تنتمي هذه الأدوات إلى التقنية المعروفة باسم Oldowan، والتي سميت بذلك لأن الأمثلة الأولى تم العثور عليها منذ أكثر من 80 عامًا في Olduvai Gorge في تنزانيا من قبل علماء الأحياء القديمة لويس وماري ليكي. بعد ذلك، في عام 2010، أبلغ باحثون آخرون يعملون في موقع ديكيكا في إثيوبيا عن اكتشاف طفل أسترالوبيثيسيني أيضًا، ومن علامات جرح على عظام الحيوانات تعود إلى 3.4 مليون سنة، جادلوا بأن أسلاف البشر قاموا باستخدام الأدوات بصناعة العلامات الخطية.
وقد وصفت الورقة العلمية يعود إلى ما بين 3.032 إلى 2.581 مليون سنة مضت.
حيث كان علماء الآثار بدأوا في حفر الموقع منذ عام 2015 واكتشفوا 330 أداة و 1776 قطعة من الأسنان والفك، حيث أكد توماس بلمر، أستاذ الأنثروبولوجيا والمؤلف الرئيسي للدراسة : “هذا واحد من أقدم أمثلة تقنية Oldowan لصنع الأدوات القديمة، يدل بالتأكيد على أن هذه الأدوات كانت منتشرة في وقت يسبق كثيرا ما يعتقده الناس”.
كان هذا الادعاء مثيرًا للجدل في ذلك الوقت، ومع ذلك، جادل البعض بأن ما بدا أنه علامات مقطوعة ربما كان نتيجة للدهس من قبل البشر أو الحيوانات الأخرى. ومن دون اكتشاف أدوات فعلية، بدا من المرجح أن الجدل سيستمر دون حل، إلا أنه عقب العثور على تلك الأدوات المفقودة.
في عام 2011، كان فريق هارماند في رحلة بحثية واتخذوا منعطفًا خاطئًا وتعثروا في جزء من المنطقة، يُدعى لوميكوي، وعندها اكتشف الباحثون ما أسماه هارماند أدوات حجرية لا لبس فيها على سطح الأرض الرملية تسمح بتجهيز الأغذية بكفاءة، فدعوا على الفور لإطلاق دوريات حفر صغيرة لمزيد من الاكتشافات بالمكان، حيث تُعد الحفريات أحد أهم القرائن والدلائل لدراسة التاريخ القديم ومنها نتعرف على حيوات انتهت مما يمكننا من خلالها التعرف على تطور الثدييات على كوكب الأرض
اللافت بالامر أنه تم اكتشاف المزيد من الأدوات تحت الأرض، بما في ذلك ما يسمى النوى التي قام أسلاف الإنسان من خلالها بضرب الرقائق الحادة؛ وقد كان فريق الباحثين قادرًا حتى على إعادة إحدى الرقائق إلى قلبها الأصلي.
عاد الباحثون لإجراء المزيد من أعمال الحفر في العام التالي، وقد اكتشفوا الآن ما يقرب من 20 رقاقة، ولبًا، وسندانًا محفوظة جيدًا على ما يبدو كانت تستخدم لتثبيت النوى عند إزالة الرقائق، وكلها مختومة في الرواسب التي وفرت سياقًا آمنًا للتعارف. كما تم العثور على 130 قطعة إضافية على السطح.
فقد أكدت عالمة الآثار هارماند أن الأبحاث الحديثة جدًا قد دفعت الآن أصول الإنسان إلى الوراء إلى ما قبل 2.8 مليون سنة.من ناحية أخرى تقول أليسون بروكس، عالمة الأنثروبولوجيا بجامعة جورج واشنطن في واشنطن العاصمة، إن الاكتشاف “مثير للغاية”، “قد يعيد كتابة تاريخ الحياة الذكية على الأرض”،
في حال كنت من المهتمين بموضوع أصول الإنسان وتطوره نقترح عليك قراءة سبب غريب وراء انقراض الإنسان القديم .