الثورة – تقرير أسماء الفريح:
في مثل هذا اليوم قبل عشرين عاماً قتلت الناشطة الأميركية راشيل كوري “عمداً” تحت إحدى آليات الاحتلال الإسرائيلي عندما كانت تحاول مع نشطاء آخرين منع هذه الآليات من هدم منازل الفلسطينيين في رفح جنوب قطاع غزة المحاصر ليكون مقتلها دليلاً آخر على صلف وعدوانية الاحتلال التي يندى لها جبين الإنسانية.
وكالة وفا نقلت عن شهود عيان على الجريمة التي ارتكبها الاحتلال بحق كوري التي كانت في ربيعها ال”23″ آنذاك تأكيدهم أنها تقدمت في ذلك اليوم ال16 من آذار عام 2003 حاملة مكبراً للصوت ومرتدية معطفاً برتقالياً يمكن تمييزه بكل وضوح نحو إحدى “جرافات” الاحتلال كي تمنعها من الاقتراب وتدمير المنازل في مدينة رفح لكن سائق الجرافة تحرك باتجاهها وسحقها أمام أنظار الجميع بلا رحمة.
ووفقاً لتأكيدات زملاء الضحية التي قدموها في ذلك الوقت إلى المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إلى جانب إفادات شهود العيان فإن كوري كانت تقف أمام أحد المنازل الفلسطينية وكانت تلوّح لسائق جرافة الاحتلال العسكرية لكي يتوقف عن هدم المنزل وتتحدّث إليه بوساطة مكبر للصوت فيما كان بقية أعضاء مجموعة حركة التضامن الدولية التي تنتمي إليها يقفون على بعد نحو 15-20 متراً ويطلبون من سائق الجرافة التوقف لكن بلا جدوى.
أحد شهود العيان بين أن الجرافة استمرت في التقدم إلى أن أصبحت كوري أسفل مركز الجرافة مباشرة حيث دهسها ثم توقفت الجرافة للحظة وبعدها تراجعت إلى الخلف فيما ظل نصلها متجهاً إلى الأسفل ليستمر في التحرك إلى الخلف بسرعة نحو خمسة أميال في الساعة ولمسافة 4-5 أمتار أخرى دون أن يرفع نصل الجرافة.
وشدد شهود العيان على أن قوات الاحتلال لم تقدم أي مساعدة لكوري إلى أن وصلت سيارة إسعاف فلسطينية وقامت بنقلها إلى مستشفى قريب في رفح حيث أعلن عن وفاتها.
الاحتلال الذي نشأ ولا يزال على ارتكاب المجازر والمذابح الجماعية بحق الفلسطينيين والعرب ليغتصب أرضهم وينهب ثرواتهم حتى يومنا هذا وسط صمت دولي مريب وفاضح لم يكتف بقتل الناشطة كوري لا بل أن إحدى “محاكمه” برأت عام 2013 قاتلها كما أنها رفضت دعوى رفعتها عائلة كوري ضد كيان الاحتلال وزعم بكل وقاحة أن سائق الجرافة لم ير كوري قبيل دعسها ولا يوجد ما يشير إلى وجود إهمال من قبله.
يشار إلى أن كوري من مواليد 10 نيسان 1979 في أولمبيا بواشنطن وكرست معظم حياتها القصيرة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وذهبت إلى قطاع غزة ضمن حركة التضامن العالمية في 22 كانون الثاني عام 2003 وأصبحت منذ ذلك الوقت رمزاً للحملة الدولية للتضامن مع الفلسطينيين ودعم قضيتهم العادلة فمهما طال الزمن ومهما بلغت عنجهيته فإن المحتل إلى زوال.