سؤال يطرح نفسه في مرحلة علاج آثار الزلزال خاصة على الصعيد الاقتصادي والتنموي:
من هم أكثر المتضررين من الزلزال؟، ومما لاشك فيه أن الفقراء هم أكثر شريحة متضررة من الكارثة، لذلك التوجه إليهم واستهدافهم بالحلول ربما يكون الأولوية على الطاولة.
يشكل المرسوم رقم ٣ الذي جاء مع بداية مرحلة بدء معالجة آثار الزلزال نقطة بداية ووسيلة مهمة للبدء في وضع أول الحلول العلاجية لتجاوز الآثار الاقتصادية والتنموية السلبية على المناطق، والأشخاص المتضررين من جراء الزلزال، ويعتبر المرسوم بمثابة مقدمة لسلسلة من الحلول التي ستكون وفق الأولويات لتسريع العمل والانطلاق إلى مراحل متقدمة.
وتتفق الآراء المختصة على أن تحديد شرائح الفقراء المتضررين من الزلزال ضرورة ملحة واستنباط الحلول المناسبة لوضعهم يشكل حجر الأساس والزاوية في تجاوز تداعيات الزلزال الكبيرة، ويبرز هنا دور الإحصاء وما لديه من أدوات قادرة على إعطاء نتائج صحيحة تحدد الحاجات والأولويات، ومن خلال المتابعة لايمكن الاستناد الى تجارب علاجية أخرى في تجاوز سلبيات الزلزال، فلكل بلد خصوصيته وإمكانياته في التعامل مع الكوارث وحتى على صعيد الأفراد.
ومما سمعناه بشكل مباشر عقب كارثة الزلزال.. ثمة من يحتاج لعلاج مادي وآخر نفسي.. وتنوعت الحاجات المادية بين من يحتاج للعودة إلى منزله ومن يحتاج للعودة إلى عمله ومن يحتاج للاثنين معاً ومن يحتاج للعودة إلى الدراسة الجامعية، وآخر يحتاج الخروج من حالته النفسية ليتابع تقديم إحدى الشهادات المهمة الإعدادية والثانوية، وخاصة أن ظروف معيشته تبدلت ربما جزء من هؤلاء لم يعد يقطن في منزله بل أصبح في مراكز إيواء.
هنا نضيف أيضاً ما يعني الأعمال المادية، فبعض أنواع من الأعمال تأثرت وتوقفت بسبب كارثة الزلزال رغم عدم وقوعها ضمن الكارثة أو تضرر أصحابها، لكن الضرر جاء في تغير مردود تلك الأعمال أو توقف المردود والحاجة لها، لذلك هؤلاء أيضاً يحتاجون التصويب كشريحة تضررت بشكل غير مباشر وربما عودة أعمالهم تكون سريعة وربما طويلة الأمد، وهذا بالتأكيد مرتبط بسرعة استئناف الحياة الطبيعية ضمن المناطق المنكوبة.
على أي حال المرسوم رقم ٣ جاء في توقيته وخاصة ما شمله من إعفاءات ضريبية على المنكوبين، وأما الشق المتعلق بالقروض من دون فوائد، له أهميته خاصة على استعادة قطاع الأعمال دوره وترميم ما أصاب هذا القطاع سواء من حيث التأثر بالزلزال أو بظروف الحرب والحصار بشكل عام وهو فرصة لانطلاقة أصحاب الأعمال من جديد.
وأعتقد أنه يبشر بعلاجات قادمة لتجاوز كارثة الزلزال تأخذ بعين الاعتبار حاجة الشرائح المتضررة، كل حسب حجم ضرره وحاجته للمساعدة وهنا تكمن الأهمية بتعاون المتضرر مع مختلف الجهات ليسهم في وضع الأولويات وتسريع إنجاز العمل.