المعلم أكثر الناس عطاءً وأحقهم بالاحترام والإجلال و الإكبار، فمهنة المتعليم لا تقتصر على كونها مجرد مهنة عادية تؤدي خدمة للناس، بل إنها بناء للعقول والأفكار، وإخراج من ظلمة الجهل إلى نور العلم.
والاحتفاء بالمعلمين يكون على مدار الأيام والأعوام فهم من ينير دروب العلم والمعرفة الإنسانية.
فكثيرة هي الذكريات المدرسية لكل الأشخاص الفاعلين في الحياة مع أساتذتهم ومعلميهم والتقدير والاحترام كبيرين لهؤلاء الذين تركوا بصمتهم فينا وجعلوا من مستقبل الوطن مشرقاً زاهراً بأبنائه، المعلم يبني الإنسان والمجتمع وعلى يديه تتربى الأجيال التي تأخذ يد الوطن نحو المجد والرفعة فهو شخص ملهم يستطيع أن يأخذ بفكر طلابه إلى عوالم كثيرة من الإبداع.
المعلم رسول من رسل الخير ونبع متدفق بالحكمة وليست الكتب والتكنولوجيا إلا مجرد أدوات، في حين أن المعلم الناجح هو الأساس، ومهما قاستنا الظروف يبقى العلم والتعلّم جوهر الحياة والشعوب.
المؤسسات التربوية اليوم عليها أن تكون مدركة لفداحة المشكلة التي خلقها الزلزال والتصدعات المدرسية، والتي سبقها حرب إرهابية كونية أثرت في بعض المناطق على العملية التربوية، حيث يبقى المعلمون والمعلمات جزءاً من التأسيس أو التماهي مع عقول وأذهان التلاميذ والطلاب بجميع فئاتهم العمرية مع التركيز على نوعية الارتباط بين المتغيرات النفسية والفيزيولوجية والعوامل الخارجية المؤثرة في العملية التعليمية والتربوية، والتي تعد عاملاً أساسياً في خلق الإحساس بالتكامل الاجتماعي عند أبنائنا وبناتنا ما يسهم إسهاماً كبيراً في تشكل شخصياتهم، والذي من المفترض أن يقود إلى التطـور الإيجـابي للهوية الوطنية حاضراً ومستقبلاً، وتشكيلها بشكل سوي، ولعلّ التأخير في إيجاد الحلول الإسعافية لظروف العملية التعليمية يمثل اضطراباً وتشويشاً في مكامن الشخصية عند التلاميذ والطلاب وذويهم، مما ينتج عنـه نتائج سلبية ضارة بالفرد والمجتمع، فالشعور بالاغتراب لأي طفل نتيجة توزيع الطلاب بين المدارس يؤثر في الانتماء، والذي ينعكس سلباً في أدائه نحو التزاماته المجتمعية البناءة.
الحلول والإجراءات المتخذة لتداعيات الزلزال فيما يخص المدارس يجب أن يراعي مسألة الأمان الجسدي والنفسي للتلاميذ وبقاء الطلاب ضمن أحيائهم بالقرب من مدارسهم المتضررة قدر الإمكان وتخفيف الآثار النفسية الصعبة التي يمرّ بها بعض أبنائنا ولن ينقص معلمونا والاختصاصيون فراسة وقدرة على احتضان الأبناء كعادتهم.
كل عام والمعلم السوري بألف خير…