الثورة- سهيلة اسماعيل:
هل يكفي يوم واحد للاحتفال بالأم وإعطائها حقها كنوع من رد الجميل الذي لم ولن نتمكن من رده مهما فعلنا؟.. فهي المضحية، الحنونة، الكريمة ، النبيلة، المعطاءة ، المحبة ، المربية، الفاضلة والوفية.. هي صفات الأم في جميع أنحاء العالم . لكن الأم السورية أضافت لنفسها صفات أخرى تميزت بها عن أمهات العالم بأجمعه وأهمها وأجملها صفة التضحية اللامحدودة والعطاء غير المشروط ، والإيثار الكبير ، فهي من قدمت أبناءها للوطن وأصبحت بحق مثالا يحتذى للأم والمرأة الغيورة على بلدها. وقد رضع أبناء سورية حب الوطن مذ كانوا صغارا مع حليب أمهاتهم. وعندما ناداهم الواجب أندفعوا لتلبية النداء فكانت أرواحهم ودماؤهم رخيصة في سبيل عزة وكرامة بلدهم. لأنهم تعلموا من أمهاتهم أن الوطن أم أيضا ، فحين تكون الأم في خطر فإن من واجب الأبناء الدفاع عنها وحمايتها حتى لو كان الثمن غاليا.
هم بادلوا الحب بالحب ولم ينكروا العطاء ، فتجلت في تضحيتهم أسمى وأقدس معاني العطاء، وكانت أمهاتهم ينبوعا لا ينضب من الحب مهما واجه من عثرات في طريق تدفقه.. فتحية إكبار وحب للأم السورية وأمهات الشهداء اللواتي أعطين العالم دروسا في الحب والعطاء وكرم الأخلاق . تحية إجلال وإكبار ليس في يوم عيد الأم فقط بل في جميع الأيام ومع بزوغ كل فجر معلنا بداية يوم جديد مليء بالحب للأم السورية والأمهات في جميع أنحاء العالم . حب خالص كحب الأرض لحبات المطر وحب العصافير لأغصان الشجر.
وكل عام وجميع الأمهات بألف خير.
التالي