الثورة – علا مفيد محمد:
ها هو شهر رمضان يهلّ علينا بما يحمله من معاني الرحمة والتعاون وحب الخير والشعور بالآخرين، لنستقبله بعين الحب والاهتمام فموعدنا معه هو موعدنا مع الفرحة والسعادة، هو ذاكرتنا التي نطلّ منها على أجمل ذكريات العمر برفقة الأهل والأحباب.
فهذا الشهر يتميز عن باقي الشهور ليس فقط بما يحمله من نفحاتٍ وشعائر دينية وإنما هو بركةٌ اجتماعية بما فيه من عاداتٍ وتقاليد اجتماعية تنشر المحبة وتقوّي الروابط الأسرية.
بدايةً يعلمنا الانضباط الذاتي في حياتنا من حيث الدقة في المواعيد واستغلال الوقت بكل ما يعود به النفع على أنفسنا ومجتمعنا.
فمن التزم بمواعيد الإمساك والإفطار قادر أن يلتزم بمواعيده في عمله ومع الآخرين.
كما أن هذا الشهر هو الفترة المثالية للملمة شمل أفراد العائلة الذين فرقتهم ظروف الحياة اليومية من ضغط في العمل والمسؤوليات ما يعود عليهم بفوائد نفسية وصحية تطال كل الأعمار من الكبار والصغار، فالعائلة التي اجتمعت على مائدة واحدة لأجل الطعام قادرة، بل يجب، أن تجتمع وتتوحّد بالأمور المصيرية التي هي أهم من الطعام.
والجدير بالذكر أن هناك كثيرين ممن يعتقدون أن الصيام هو إمساكٌ عن الأكل والشرب فقط.. غير مدركين أن ذلك مجرد جزءٌ منه وأن معناه أسمى من ذلك بكثير، لأنه يتطلّب الابتعاد عن الأفعال السيئة والتحكم بالنفس وباللسان، فليس من الممكن أن تصوم و تسيء للآخرين في نفس الوقت.
ولا نُهمل وجوب الإحساس بمشاعر الآخرين وخاصّةً هؤلاء الذين ضاقت بهم الدنيا نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها فتزيد الأعمال الخيرية بتقديم المساعدة والعون بالمادة أو بتوزيع المعونات والسلل الغذائية، حباً بالله وطمعاً برضاه.
شهر رمضان فرصةٌ عظيمة نستثمرها لتأكيد صلات الترابط والتراحم بصفاء النفوس و إنهاء الخلافات والتنافر، ما يعود علينا وعلى مجتمعنا بالخير.
كل ذلك هو غيضٌ من فيض..
سيرحل رمضان و كم نحن بحاجةٍ إلى أن نستمر مع كل هذه الدروس