الثورة – رغدة خويص:
تعد أمراض القلب السبب الرئيسي للوفيات في العالم، وعلى الرغم من أن الأمراض القلبية هي أكثر الأمراض التي يمكن الوقاية منها إلا أن معدلات حدوثها في ازدياد حول العالم، ومن هنا تكمن أهمية وجود حد أدنى من المعلومات حول طبيعة هذه الأمراض وسبل الوقاية منها.
يقول الدكتور نصر موسى اختصاصي بالأمراض القلبية في لقاء مع الثورة إن فهم كيفية عمل القلب يسهل تفسير آلية حدوث الأمراض التي تصيبه، فالقلب يعد مضخة عضلية بحجم قبضة اليد، ويقع إلى اليسار قليلًا من مركز الصدر وينقسم إلى جانبين أيمن وأيسر، الهدف من هذا الفصل هو ضمان عدم اختلاط الدم الغني بالأكسجين مع الدم الخالي من الأكسجين. الجانب الأيمن من القلب يقوم باستقبال الدم الخالي من الأوكسجين من كل أنحاء الجسم ويقوم بضخه للرئتين التي تقوم بدورها بتزويد هذا الدم بالأوكسجين النقي. بينما يستقبل الجانب الأيسر الدم المزود بالأوكسجين من الرئتين ويقوم بضخه عبر الشريان الأبهري لتزويد مختلف أنسجة الجسم بالأوكسجين والمواد المغذّية المختلفة.
وأكد الدكتور موسى أنه عندما تكون هنالك عملية تصلب وتراكم للكالسيوم والكولسترول في داخل الأوعية الدموية الإكليلية التي تغذي العضلة القلبية، الأمر الذي يعوق إيصال الدم إلى عضلة القلب. ويخفف من قدرتها على الانقباض ما يُسبب تراجعاً مؤقتًا أو مستديمًا في قدرة القلب على الانقباض وحين تتضرر قدرة القلب على الانقباض يطرأ تراجع في ضخ الدم إلى أعضاء حيوية في الجسم، حيث أن عملية تضيّق الأوعية الدموية هذه تسبّب ما يسمى بالذبحة الصدرية، وإذا ما حصل ضرر مستديم لعضلة القلب فعندئذ يتولد احتشاء عضلة القلب.
من يعاني من الذبحة الصدرية أو من احتشاء عضلة القلب قد يشعر بألم أو ضغط على جدار الصدر مصحوبًا في بعض الأحيان، بالتعرق، الشعور بالاختناق، ضيق التنفس، الغثيان، والشعور بالضعف الكلّي العام، وهذا يشكل حالة طارئة تستدعي التدخل الطبي العاجل.
وأشار الدكتور موسى إلى أن هناك أعراضاً وعائية في القلب وهي: ألم في الصدر، ضيق النّفَس عند بذل أي مجهود أو حتى في وقت الراحة أو أثناء النوم، عدم انتظام ضربات القلب، رفرفة في الصدر، تسارع نبضات القلب، بُطء نبضات القلب، دوخة، الإغماء أو حالة قريبة منها، تورم الكاحلين والقدمين والتعب.
وبين موسى أن عوامل الخطر التي تؤدي إلى أمراض القلب: التقدم بالعمر، الجنس المذكر، التدخين، فَرط ضغط الدم، فرط الكولسترول في الدم، الداء السكري، السُّمنة الزائدة، قلة النشاط الجسدي والتوتر المستمر.
وإن أحد أكثر مضاعفات أمراض القلب شيوعًا هو فشل القلب الاحتقاني، أما المضاعفات الأخرى التي تصاحب أمراض القلب فتشمل: النوبة القلبية، السكتة الدماغية، أم الدمّ (Aneurysm) وهي حالة تمدد موضعي لجدران الأوعية الدموية، أمراض الشرايين المحيطية، السكتة القلبية المفاجئة.
ويرى الدكتور نصر موسى أن ثمة أنواع معينة من أمراض القلب مثل عيوب القلب لا يمكن منعها، لكن التغييرات في الأنماط الحياتية والتي تساعد في تحسين حالة بعض المرضى الذين يعانون من أمراض قلب، قد تساعد أيضًا في منع العديد من أنواع أمراض القلب.
تشمل هذه التغييرات: الحفاظ على مستويات طبيعية من ضغط الدم والكولسترول وسكر الدم، الإقلاع عن التدخين، الحرص على ممارسة النشاط البدني كالمشي السريع لمدة نصف ساعة
يومياً لخمسة أيام في الأسبوع، الحرص على نظام غذائي صحي متوازن يعتمد على الخضار والفواكه والمكسرات وزيت الزيتون وقليل بالدهون المشبعة كالزيوت المهدرجة، الحفاظ على وزن صحي والابتعاد عن التوتر النفسي.