ظافر أحمد أحمد:
آفاق مستقبلية واسعة تنجم عن خطوات قيام بعض الدول باعتماد عملاتها الوطنية بديلا عن الدولار في التبادل التجاري خصوصا في صفقات تجارة النفط والغاز.
أحدث هذه الخطوات يخص قيام الصين والبرازيل بالتخلي عن الدولار في تعاملاتهما التجارية الثنائية واعتماد اليوان والريال بدلا منه، فالاقتصاد الصيني هو المنافس العالمي الأوّل لهيمنة الاقتصاد الأميركي على العالم، والبرازيل التي هي أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية شريك استراتيجي للصين..، وتعمل مع الأرجنتين على إنشاء عملة موحدة كي تصبح العملة المسيطرة في أميركا اللاتينية.
وتستكمل هذه الخطوة تخلي الصين عن التعامل بالدولار مع روسيا وباكستان، وسبق لشركة الطاقة الروسية العملاقة (غازبروم) أن أكدت أنّ الصين ستسدد ثمن شحنات الغاز الروسية باليوان والروبل، بدلا من الدولار..، ولا يمكن التغافل عن آليات بيع الغاز الروسي الذي أعتمدته موسكو منذ نيسان 2022 وفرضت على أكثر من خمسين دولة شاركت في مسار العقوبات الغربية تحويل مدفوعات إمدادات الغاز إلى الروبل.
إضافة إلى اعتماد الصين وروسيا والهند (عملاتها الوطنية) بدلا من الدولار في التسويات التجارية.
وتحضر أهمية بورصة شنغهاي للنفط والغاز الطبيعي، واهتمام دول نفطية عربية وغيرها في الاستفادة من خدماتها بما يعني اعتماد اليوان في تجارة النفط الخام والغاز، بدلاً من الدولار، وقد لا تمر سنوات طويلة قبل أن يفرض مصطلح (بترويوان) ذاته في التجارة العالمية.
وفي التفاصيل المكملة فإنّه يمكن تصنيف مجموعة بريكس (روسيا، الصين، الهند، البرازيل، جنوب إفريقيا) وهي دول تمثل 40% من مساحة العالم، في منافسة محتدمة مع مجموعة دول السبع الصناعية (الولايات المتحدة- بريطانيا- فرنسا- ألمانيا- إيطاليا- كندا- اليابان) التي تمثل 60% من الثروة العالمية وتهيمن على التجارة العالمية والنظام المالي الدولي.
وتأتي جهود التوازن العالمي للدول النافذة بما يترافق مع تذمر دول ترتبط عضوياً بواشنطن وتعتمد تبعية عمياء لها، وأصبحت اليوم تعاني من تحمّل أعباء المشكلات الاقتصادية للولايات المتحدة، بينما هذه الأخيرة لديها توجه صريح لتأزيم الاقتصاد العالمي نتيجة سياستها في أن تنقذ نفسها من التضخم الكبير حتّى لو ألقت بالعالم وبحلفائها من دول مجموعة السبع الكبرى في (ركود اقتصادي).
قبيل إفلاس بنك كريدي سويس السويسري بشهور صدر عن معهد أبحاث تابع له تقرير في غاية الأهمية يذكر فيه أنّ (الدولار كان يمثل 80% من الاحتياطيات العالمية منذ أربعين عاماً، بينما وصل في العام 2022 إلى مستوى أقل من 59% ..).
عندما تأتي المعلومة من سويسرا بثقلها الريادي في القطاع المالي العالمي فلابد من القول: الثقة بالدولار تتراجع عالميا ونقطة من أول السطر.
