«زقاق الجن».. مخرج أتقن أدواته وكادر يلتقط اللعبة

رفاه الدروبي:
يتناول مسلسل “زقاق الجن” قصة بوليسية مشوّقة تدور أحداثها في حارة دمشقية حدثت بداية القرن الماضي.. تحمل مجريات صعبة نسجت خيوطها بحبكة درامية مُثيرة يظن أهلها بأنَّ الجنَّ مسؤولون عن كلِّ الجرائم المرتكبة قبل اكتشافهم الحقيقة.
المسلسل تأليف وسيناريو وحوار محمد العاص وإخراج تامر إسحاق أدّاه مجموعة من نجوم الدراما السورية وتصدَّر دور البطولة أيمن زيدان بمشاركة أمل عرفة، نادين خوري، شكران مرتجى، صفاء سلطان، وغيرهم.
استطاع المخرج تامر إسحاق أن يقدِّم وجبة دسمه ذات مستوى عالٍ بأحداثها وتسلسها؛ مختلفة عن بقية المسلسلات من حيث الحبكة والعقدة حتى الآن فاختار كادر عمل أدَّوا أدوارهم بحرفيَّة مهنيَّة، واستطاعوا إقناع المشاهدين بالشعور بالغبن تجاه الجد “أبي نذير” أيمن زيدان حيث تفرَّد بأداء شخصية تختلف كليّاً عن بقية أدواره، مُبرِّراً صورة الرجل المتسلِّط على العائلة. يفرض آراءه وجبروته دون رأفة أو رحمة بهم، بينما يُلقي حبائله على النساء أبدتها المشاهد المتلاحقة خلال حواره مع “ناجي” سعد مينا الولد صاحب العين الواحدة واعترافه ببنوته غير الشرعية بينما تركه يعيش وحيداً مع “الساحرة” أمانة والي في البساتين يجمع الحطب كي يبيعه إلّا أنَّه يقف مدافعاً عنه عندما تُوجَّه إليه الاتهامات.
كما أبرز المخرج ضعف الابن “نذير” شادي زيدان ووقوفه أمام أبيه مكتوف اليدين دون إبداء أيّ رأي، مُبرِّراً سكوته واستكانته لزوجته “أم تيسير” شكران مرتجى بأنَّه تعلَّم في الكتّاب “أنَّ برَّ الأب من رضا الرب” مايجعلها تدافع عن بيتها وزوجها وأولادها الشباب الأربعة بينهم فتاة وآخر عنقودها طفل تلقَّى من جدِّه العقاب، وبات بحالة خوف دائم باعتبارها الأم الرؤوم تبقى في حالة تحدٍّ ضدَّ صلفه وجبروته وتفرض رأيها عليه لكن دون جدوى.


بدأ المسلسل بتتر بداية ونهاية مناسبتين حيث يبرز طائر البومة واقفاً على الشجرة وكأنَّ المخرج يطالب بالحكمة في وقت الشر مع عصفور يغرّد في عشه ودمى قماشية مبعثرة والنار تلتهمها وطرابيش حمر معلَّقة على أغصان الأشجار.. مشاهد تُلخِّص العمل.. التقطت صورها في بيوت دمشقية قديمة ذات غرف واسعة ونوافذ كبيرة، وارتدت الشخصيات اللباس التقليدي المتمثل بالأثواب العريضة الطويلة داخل المنازل والرداء الأسود “الملاية” من الرأس حتى أخمص القدمين للنساء في الشارع؛ بينما ارتدى الرجال القمباز الأبيض اللامع المُوشَّى بخيوط سوداء للأطفال وللرجال، إضافة للسروال والصدرية المطرَّزة والطربوش الأحمر على الرأس.. كلها كانت ملائمة للفترة الزمنية للمسلسل.
واستطاع كادر التصوير إبراز ملامح الشخصيات بحركة كاميرا عكست المشاعر والأحاسيس من خلال لقطات العيون واليدين والجسد، وجالت ضمن الفناء الخارجي للمنازل، مُظهرة جمالها بينما خفَّف من وطأة الحدث الصعب من بداية الحلقات وحتى منتصفها وتعود للدخول ضمن الغرف المغلقة وسط إضاءة أنارت الزوايا المعتمة.
أمَّا الموسيقا التصويرية للمايسترو رضوان نصري فتؤكِّد بأنَّ المخرج بحث عن شخص حرفي ولم يعتمد على آخر متدرِّب في عمله الدرامي رافقها مؤثرات صوتية مناسبة أثناء دخول الكاميرات إلى البساتين.

آخر الأخبار
الرئيس الشرع يستقبل المبعوث الخاص لرئيس الوزراء العراقي إلى سوريا الرئيس الشرع وملك البحرين يؤكدان تعزيز التعاون الخارجية الأميركية: العلاقات مع سوريا تدخل مرحلة جديدة غروسي: نتطلع إلى تعزيز التعاون مع سوريا ونخطط لزيارتها مجدداً تعزيز التنسيق المشترك عربياً ودولياً في لقاء نقابي سوري سعودي  "المركزي" كوسيط مالي وتنظيمي بين الأسر والشركات  "وهذه هويتي".. "حسين الهرموش" أيقونة الانشقاق العسكري وبداية الكفاح    إصدار التعليمات التنفيذية لقرار تأجيل الامتحانات العامة   لبنان يعلن عن خطة جديدة لإعادة النازحين السوريين على مراحل لاستكشاف فرص التعاون والاستثمار.. الحبتور يزور سوريا على رأس وفد رفيع قريبا  2050 حصة من الأضاحي لأهالي ريف دمشق الغربي "أطباء درعا" تقدم الأضاحي عن أرواح شهداء الثورة   التربية تشدد على التنسيق والتأمين الكامل لنجاح امتحانات2025 ضخ المياه إلى شارع بغداد بعد إصلاح الأعطال الطارئة أعطال كهربائية في الشيخ بدر.. وورش الطوارئ تباشر بالإصلاحات الجولات الرقابية في ريف دمشق مستمرة لا قضيّة ضد مجهول.. وعيونهم لا تنام الأدفنتست" تعلن بدء مشروع "تعزيز سبل العيش" في درعا "تاريخ كفر بطنا ".. خربوطلي : من أقبية الفروع الأمنية بدأت رحلتي  نيويورك تايمز: المقاتلون الأجانب بين تقدير الثورة ومخاوف الغرب