دينا الحمد:
نحتفل اليوم بذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض وطننا الغالي، في وقت يتزامن مع مواصلة شعبنا الأبي وجيشنا الباسل معركة الدفاع عن الوطن ضد الإرهاب وتنظيماته المتطرفة، وضد المحتلين الأميركيين والأتراك والصهاينة، وأدواتهم من الميليشيات الانفصالية كـ”قسد”، وقد تمكن أهلنا خلال عقد ونيف من الزمن من إجهاض مشاريع المحتلين ومخططاتهم التفتيتية.
وفي يوم الجلاء نستذكر بطولات وتضحيات أجدادنا لطرد المستعمر الفرنسي عن سورية، حيث يتعرض وطننا اليوم لحروب ومحاولات بائسة لثنيه عن مقاومة الاحتلال وزعزعة صموده واستقراره، لكن السوريين رغم الإرهاب والاحتلال والحصار مستمرون بمقاومة الغزاة، وإسقاط رهاناتهم.
وقد تمكن شعبنا بوعيه وإرادته من إفشال كل محاولات القوى الظلامية والبغي والإرهاب لتدنيس ترابه، والنيل من وحدته الوطنية مستلهماً قوته من تضحيات الأجداد، ومن شعلة الجلاء التي باتت منارة تهتدي بها الأجيال على مر الزمن.
وكذلك يتجاوز أهلنا اليوم بصمودهم آثار الحصار الغربي الجائر والظالم ضدهم، ويحررون مدنهم من الإرهاب، مسطرين ملحمة جديدة من ملاحم الجلاء والتحرير والعزة والكرامة على الإرهاب وداعميه ومشغليه وعلى كل منظومته الشريرة التي تقودها دول الاستعمار الغربي وتياراتها المتطرفة.
فما يحققه السوريون اليوم في ميادين الأرض والسياسة ليست إلا امتداداً لعهد الكرامة وعهد انتصارات آبائهم وأجدادهم على المستعمر الفرنسي الذي جثم على صدورهم ربع قرن، وارتكب بحقهم الجرائم والمجازر المروعة.
لكن رغم كل تلك الجرائم والمجازر وانتهاك حقوق الإنسان من قبل المستعمر الفرنسي القادم تحت مسمى “الانتداب” فإن الجلاء العظيم تحقق، وأنجز شعبنا حريته ونال استقلاله مع خروج آخر جندي فرنسي محتل من أرضه، وكانت تضحياته وتقديمه لكواكب الشهداء الأبرار السبب الأول في تحقيق تلك الحرية وذاك الاستقلال.

التالي