الثورة- منهل إبراهيم:
تحقق جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية بفضل صمود وتضحيات الشعب السوري وقوة الانتماء للوطن والإيمان به، وبفضل الثورات الشعبية الوطنية التي امتدت في مختلف أرجاء البلاد لطرد المستعمر وإنجاز الاستقلال الناجز.
واليوم المعركة التي تخوضها سورية خلال الأزمة ضد الإرهاب هي حرب وجود ومصير، وما تتعرض له من حصار يهدف إلى معاقبتها لمجرد أنها تدافع عن حقوقها وتتمسك بوحدتها وبسيادتها وتنوعها وأصالتها العربية.
وكل يوم يمر على الوطن يتعمق الجلاء والاستقلال يتعزز والانتماء يتجذر لأن السوريين مستمرون بمواجهة المخططات الرامية لإضعاف الأمة وحرفها عن معاني الاستقلال والوحدة والتضامن.
عيد الجلاء يوم عظيم ورمز للانتصار والتحدي، وفيه يظهر إصرار الشعب السوري على رفض الذل والخنوع والهوان وتمسكه بخيار الدفاع عن الوطن ضد مخططات الاستعمار القديم والجديد.
الجلاء مناسبة عظيمة تأتي في وقت تواجه فيه سورية قوى الإرهاب وتخوض معركة صمود وتحد ودفاع عن كامل الأمة العربية، مع الثقة الكاملة بقدرة الجيش العربي السوري على تحقيق النصر وتطهير الأرض السورية من الاحتلال.
ومهما تقادمت الأيام يبقى الجلاء يوما عظيما في تاريخ سورية وقيمه مستمرة تضاهي أعظم القيم، والدفاع عن الوطن في كل الأوقات، واقتلاع الاحتلال والإرهاب من جذوره هو استمرار لمعاني وقيم الجلاء العظيمة الراسخة في الوجدان.
إن احتفاء الشعب السوري بعيد الجلاء واجب وطني وأمانة تاريخية تتناقلها الأجيال، ويجب الحفاظ عليها وتخليدها في الوجدان، والقتال بشرف كما قاتل أجدادنا لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية الحبيبة.
ومن هذا المنطلق فإن نضال الشعب السوري وكفاحه مستمر لتحقيق الجلاء الأكبر المتمثل باستعادة الجولان العربي السوري المحتل، وإنهاء وجود القوات الأجنبية المتواجدة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية.
لا شك أن مواقف أهالي الجولان البطولية التي يعبرون عنها كل يوم في رفضهم للاحتلال هي دليل على أصالتهم وحبهم للأرض والوطن وهي في سياق النضال المستمر من أجل تحرير كل ذرة تراب من سورية.
ويبقى استقلال سورية محطة مضيئة في مسيرة نضالية مستمرة للشعب السوري في الدفاع عن قضايا أمته العربية وفي مقدمتها قضية وحقوق الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
السابق