الثّورة – ترجمة رشا غانم:
ستواصل كازاخستان إتباع سياسة خارجية بناءة ومتوازنة تهدف إلى حماية مصالحها الوطنية، وستعطي الأولوية لقضايا التّعاون المتبادل المفيد والشراكة الاستراتيجية مع الدّول المجاورة، كالصين وروسيا ودول أسيا الوسطى إضافة إلى شركائها في الجمعيات الإقليمية.
في العام الماضي، احتفلت الصّين وكازاخستان بالذكرى السّنوية الـ30 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما، وخلال تلك الفترة، حقق البلدان نتائج عظيمة، وارتقيا بعلاقاتهم لأعلى المستويات، لشراكة استراتيجية شاملة ودائمة، مخلّفين أساس علاقة متين لتعزيز روابط حسن الجوار ولتعميق التعاون المتبادل المفيد.
وفي شباط 2022، وعلى الرغم من الأوضاع الصّعبة التي كان يمر بها البلدان في ذلك الوقت، حضر الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف حفل الافتتاح للألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، وعقد محادثات مع الرئيس الصيني شي جين، مظهرين مدى الأساس القوي والمتين لشراكة إستراتيجية حقيقية على جميع الأصعدة.
وبدوره، أظهرت زيارة الرئيس الصّيني شي جين إلى كازاخستان في أيلول 2022، – في الوقت الذي كان فيه احتواء وباء كوفيد-19 على المشارف – للمجتمع الدّولي بأن البلدين قد رسّخا مستوى عالٍ من الشّراكة والثقة المتبادلة.
وكنتيجة للمحادثات المشتركة، تمّ توقيع العديد من الوثائق الحكومية الدولية والوثائق المشتركة بين الإدارات في مجالات التجارة والاقتصاد والزراعة والمالية واستخدام المياه ووسائل الإعلام، كما توصلت الاتفاقات إلى فتح قنصليات عامة في كل من مدينتي أكتوبي في كازاخستان وشيان في الصّين، وإعادة الرحلات الجوية المباشرة من كازاخستان إلى بكين، وفتح ورشة لوبان وتشييد معبر ثالث للسكك الحديدية على الحدود، وكل هذا يثبت بأنّ الثقة السياسية والشراكة التجارية بين كازاخستان والصين قد وصلت إلى مستوى جديد نوعياً.
واليوم، لا توجد قضايا عالقة بين البلدين أو أي عقبات أمام تعميق التعاون وتعزيز الصداقة، هذا وتهدف المبادرات التي طرحها الرئيس شي- مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية – إلى المساعدة على بناء عالم عادل ومستدام، وفي الجانب الآخر تدعمها كازاخستان، كما تؤيد أيضاً خطة السلام المقترحة لحل أزمة أوكرانيا.
علاوةً على ذلك، أقامت كازاخستان والصين تعاوناً وثيقا في المنظمات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون والمؤتمر المعني بالتفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا والاجتماعات المشتركة بين الصين وآسيا الوسطى.
وشارك وانغ كيشان- نائب رئيس الصين آنذاك- في اجتماع مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة السادس في أستانا في تشرين الأول من العام الماضي، وفي كلمته في الاجتماع، قال وانغ: إنّ الصين ترى ضرورة تطوير مؤتمر التفاعل من وجهة نظر إستراتيجية وعلى أساس آفاق طويلة الأجل.
ومن المتوقع، خلال زيارة الرئيس توكاييف المقبلة إلى الصين، توقيع اتفاقيات جديدة لتعزيز ومواصلة تطوير الشراكة الاستراتيجية الثنائية الشاملة.
يُذكر أنّ الصين هي أحد الشركاء التجاريين والاستثماريين الرئيسين لكازاخستان، ففي عام 2022، ووفقاً لإحصاءات الحكومة الصينية، سجلت التجارة الثنائية رقماً قياسياً بلغ 31.2 مليار دولار، وكحلقة وصل رئيسة في مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين، فإن كازاخستان مستعدة لمزيد من التعاون العملي بشأن مبادرات مثل طريق الحرير الرقمي وطريق الحرير الأخضر، فضلا عن تنفيذ مشاريع في مجالات الرقمنة والتكنولوجيا الخضراء والابتكار، كما أنّها على استعداد لتقديم الدعم الكامل لشركائها الصينيين من خلال تنفيذ سياسة استثمارية جديدة، تشكل جزءاً لا يتجزأ من المسار الاقتصادي الجديد لكازاخستان، ففي العام الماضي، أدخلت كازاخستان سياسة خالية من التأشيرات لمدة 14 يوماً للمواطنين الصينيين، والتي أسفرت بالفعل عن نتائج، وفي الواقع، تم إدراج كازاخستان في القائمة الأخيرة للدول التي أوصت بها الحكومة الصينية للسياح الصينيين.
ومن المتوقع أيضاً، أن يزيل الجانبان المزيد من قيود التأشيرات من أجل تعزيز التجارة والتعاون الاقتصادي والثقافي والإنساني بين البلدين، كما يجري العمل على مسألة إنشاء مراكز ثقافية متبادلة وافتتاح فرع لإحدى الجامعات الصينية الرائدة في كازاخستان، واستئناف التبادل الثقافي بين الشباب.
المصدر – تشاينا ديلي
التالي