مدارس عندان شمال حلب..تنتظر الدعم لبدء عامها الدراسي الجديد

الثورة – تحقيق حسان كنجو:

لا يزال القطاع التعليمي في مدن وبلدات ريف حلب الشمالي المحررة حديثاً يعاني من صعوبات عدة، على رأسها موضوع البنية التحتية والخدمات، التي أثرت بشكل أو بآخر على جميع القطاعات الأخرى من التعليم إلى الصحة وغيرها، خاصة أن تلك المدن تعرضت للتدمير بنسب وصلت إلى 90 بالمئة على يد آلة النظام البائد العسكرية.

مدرسة واحدة جاهزة

مدينة عندان الواقعة على بعد 15 كيلومتراً إلى الشمال من حلب، والتي عاد قسم لابأس به من سكانها إبان تحريرها، مازالت تفتقر للكثير من المقومات على جميع الأصعدة، وخاصة الصعيد التعليمي، الذي لايزال مقتصراً على مدرستين جرى ترميمهما وأخرى قيد الترميم حتى الآن. تم ترميم مدرستين، لكن واحدة فقط تم تجهيزها بالكامل وافتتاحها، أما الأخرى فتم ترميمها وبانتظار التجهيز.

يقول مسؤول المكتب التعليمي في عندان عمر ليله لصحيفة الثورة: إن المدرسة التي جرى ترميمها وتجهيزها بالمقاعد والمستلزمات هي “مدرسة عندان للبنين- تعليم أساسي”، أما الأخرى وهي “مدرسة عندان للبنات”، فما زلنا ننتظر تجهيزها بالمقاعد من قبل مديرية التربية. وأشار إلى أن ترميم المدرسة الثانية تم من قبل فريق ملهم التطوعي، وتم الانتهاء من الترميم قبل أيام، مضيفاً: تواصلنا مع مديرية التربية لإرسال مقاعد بأقصى سرعة ممكنة، فالعام الدراسي بات على الأبواب.

مدارس لثلث الطلاب

تضم مدينة عندان نحو 8 مدارس تغطي جميع المراحل الدراسية، من بينها ثانويتان، إحداهما للبنين والأخرى للبنات، إلا أن القصف الممنهج والعنيف الذي تعرضت له، أدى لتضرر غالبيتها ودمار القسم الآخر بشكل كلي. المدارس التي تم ترميمها وتجهيزها لا تكفي إلا لنحو ثلث الطلاب، بحسب عمر ليله، الذي أوضح أن الطلاب الموجودين في المدينة حالياً بحاجة إلى ست مدارس لتغطية الأعداد من كل المراحل، داعياً الجهات المسؤولة للإسراع في عملية ترميم المدارس وتجهيزها، منعاً لضياع مستقبل الطلاب الذين انقطعوا بغالبيتهم عن تعليمهم، بسبب تهجيرهم منذ العام 2020. وتابع: “بالنسبة لثانوية عندان للبنين، فهي تحتاج لإعادة إعمار بشكل كامل، نظراً لتعرضها للتدمير بشكل كامل، حيث باتت غير صالحة للترميم أو ما شابه”.

نقص في الكوادر التعليمية

بحسب مصادر من الأهالي لصحيفة الثورة، فإن المدينة، وعلاوةً على مدارسها المدمرة، تعاني من نقص في الكوادر التعليمية، وذلك في ظل الدمار الواسع الذي يمنع غالبية المعلمين المحليين (من أبناء المدينة نفسها) من السكن في المدينة والالتحاق بمدارسها، فضلاً عن مشكلة الكهرباء التي تعد عائقاً كبيراً أمام عودة الأهالي.

“لا أستطيع العودة حالياً، منزلي متضرر بشدة، ولا قبِل لي على إصلاحه، كما أن ثمن تركيب منظومة طاقة شمسية بديلة عن الكهرباء يفوق طاقتي المادية”، تقول المعلمة وصال الحسن، إحدى معلمات عندان القاطنات حالياً بريف إدلب. وتضيف: “السكن في عندان حالياً صعب للغاية، والتنقل على الطرقات والمواصلات العامة أصعب، لذا فالوضع الآن بالنسبة لي سيبقى على ما هو عليه، لحين إصلاح البنى التحتية في المدينة على أقل تقدير، حالياً سأبقى أزاول مهنتي بريف إدلب لحين استتباب الوضع”.

مخاوف لدى الأهالي

“لا أدري إن كان ابني سيدرس هذا العام في المدينة أو سيتم إرساله إلى منطقة أخرى، لا أستطيع تحمل كلفة المواصلات اليومية إن حدث ذلك”، يقول أبو محمود أحد سكان مدينة عندان لصحيفة الثورة، لافتاً إلى أن عدم وجود مدارس كافية لتغطية جميع المراحل الدراسية يثير ريبة الأهالي وقلقهم على مستقبل أبنائهم، ويضعهم في حيرة بين تحمل تكاليف التنقل، في حال إرسال أبنائهم إلى مدينة مجاورة للدراسة، أو ضياع عام دراسي آخر بانتظار ترميم جميع مدارس المدينة. ليس أبو محمود فقط، هو الوحيد القلق بخصوص هذا الأمر، فمعظم ذوي طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية مرتابون من الأمر، خاصة أن عندان، ومنذ ما قبل الثورة، تضم إعداديتين وثانوية واحدة، وهو ما يحوّل عدم ترميمهما بالسرعة المطلوبة، إلى شلل في العملية التعليمية داخل المدينة.

دراسة حرة

ويقترح عبد الرحمن، وهو والد أحد طلاب الصف التاسع، خلال حديث لصحيفة الثورة، توجيه طلاب التعليم الأساسي والثانوية لتقديم الامتحانات بشكل حر، في حال لم يتم افتتاح مدارس المرحلتين في موعدهما، أما بقية الصفوف (سابع- ثامن- عاشر- حادي عشر)، فعليهم إما التوجه إلى القرى المجاورة للدراسة أو الانتظار للعام المقبل، أو أن يكون هناك حل لدى مديرية التربية للحفاظ على مستقبل الطلاب.

تربية حلب ترد

وفي مسعى منها لطمأنة الناس والقيام بواجباتها، أكدت مديرية التربية في حلب على لسان منسّقها الإعلامي أحمد مصطفى، لصحيفة الثورة، أن مديرية التربية تتولى التنسيق والتعاون مع المنظمات لضمان تأهيل المدارس المدمرة في محافظة حلب، إذ تتولى دور الإشراف على المشاريع التعليمية، وتقديم المساعدة التقنية في أعمال الترميم والتأهيل، إضافة للتنسيق مع الجهات المحلية لضمان توفير البيئة التعليمية المناسبة.

وأضاف: “نعمل بشكل مستمر على توفير الدعم اللوجستي لتأمين المقاعد والاحتياجات الأساسية الأخرى، وتكثيف الجهود لترميم المدارس المتضررة، أما بالنسبة للمدارس غير القادرة على استيعاب العدد الكبير من الطلاب، فإن مديرية التربية تسعى جاهدة لتوسيع شبكة المدارس المتاحة، من خلال تأهيل المدارس و ترميمها”.

أولويات

تؤكد تربية حلب، أن هناك جدول أولويات للترميم والإنجاز يعتمد على العديد من المقومات، أولها: تحديد المدن الأكثر تضرراً والتي لا يوجد بها مدارس، حيث تعد هذه المدن أولوية في عمليات الترميم والتأهيل.

كما يتم التركيز، أولاً: على المناطق التي تعاني من دمار كبير في البنية التحتية التعليمية، مع الحرص على أن تشمل عمليات الترميم والتأهيل أكبر عدد ممكن من المدارس في المناطق الأكثر حاجة، وقد لفت مصطفى إلى أن الخطة التي تسير عليها التربية حالياً، تعتمد على توفير (مدرسة واحدة على الأقل)، كخطوة أولى في المناطق التي لا يوجد بها مدارس، وذلك بهدف عودة الطلاب إليها.

وبين مناشدات المواطنين القلقين على مستقبل أبنائهم والوعود الحكومية بغدٍ أفضل قريب، يبقى السؤال: هل سيتمكن طلاب عندان بجميع مراحلهم الدراسية من الالتحاق بمدارسهم هذا العام، أم سيكون هناك حجر عثرة سيزيد عبء الدراسة على كاهل الأهالي؟.

آخر الأخبار
"EHR" حل نوعي لتطوير منظومة التأمين الصحي في سوريا مشروع توضيب المؤونة.. فعّال ويتماشى مع المتغيرات "مجلس النهضة" يدعو لتشخيص الواقع الاقتصادي "شم ولا تدوق".. "من أربعين كيلو مكدوس" إلى خمسة فقط.. أرقام تفضح وجع المؤونة قلعة دمشق تستعيد هيبتها.. حملة تنظيف وإزالة تعديات انطلاق المرحلة الثانية من حملة مكافحة التسول في حلب حي الأعظمية بحلب.. يختنق بين الأرصفة المشغولة والشوارع المغلقة مدارس عندان شمال حلب..تنتظر الدعم لبدء عامها الدراسي الجديد استمرار حملة إزالة الأنقاض في منطقة خان شيخون محافظ إدلب يطلق مشروع ترميم وتأهيل 25 مدرسة في جبل الزاوية وكفرنبل محطتا مياه عينجارة بريف حلب تعودان للخدمة ألكاراز بطلاً لفلاشينغ ميدوز التصفيات الأوروبية المونديالية.. سداسية للإسبان والبلجيك رسائل سريعة من حمص العديّة إلى الجمعية العمومية.. تطلّعات وأمنيات أستراليا تحتفظ بلقب سلة آسيا للناشئين سلة أوروبا للرجال.. خروج فرنسا وإيطاليا من البطولة نادي الشهباء للفروسية بحلب .. إرادة تعيد للحصان صهيله وللمدينة روحها انتقاء منتخب سيدات دمشق للشطرنج مصر وتونس والجزائر على أبواب المونديال مشاريع صناعية تركية قيد البحث في مدينة حسياء الصناعية