يليق بهم الاحتفال المهيب
افتتاحية الثورة -بقلم رئيس التحرير أحمد حمادة:
شعلة من النور، الخالدون في وجداننا، والأحياء عند الله سبحانه وتعالى، والمكرمون في كل ساعة نحياها نحن، وليس في عيدهم فحسب.
وحدهم افتتحوا جدار الخوف، وسطروا ملاحم النصر، ليحيا أبناؤهم حياة حرة كريمة، ووحدهم من ضحى بروحه ونفسه، وسبقوا الآخرين ممن ضحوا بأموالهم وكل ما يملكون.
تليق بهم المدافع وهي تطلق قذائفها تحية لأرواحهم، وتليق بهم الأصوات العذبة وهي تعزف الموسيقا لمجدهم، وتتغنى بأسمائهم وبطولاتهم، وتليق بهم الاحتفالات المهيبة التي يقيمها أهلنا في ذكراهم للتذكير بتضحياتهم.
تتباهى الحروف والأقلام والصحف ومحطات التلفزة بهم وهي تعيد سيرتهم، وتتباهى بهم وسائل التواصل الاجتماعي وهي تضج بصورهم، لمَ لا وهم الذين قدموا أرواحهم فداء لأهلهم ووطنهم، لمَ لا وهم من ضحوا بالغالي والنفيس كي يحافظوا على سيادة بلدهم وكرامته واستقلاله.
نحتفي بذكراهم اليوم لأن كوكبتهم الأولى استشهدت في السادس من أيار عام 1916 وهم يقارعون المحتل العثماني، فكان عيد الشهداء تخليداً لتلك الكوكبة، ولكن كل الأيام لهم، وكل الشهداء منذ ذاك التاريخ وحتى يومنا هم في أعين أهلنا وأجيالنا الشعلة التي تضيء نوراً، والتي تضيء لهم دروب الأمل والحلم بمستقبل أجمل.
تطل ذكراهم صبيحة هذا اليوم وهي تحمل معها عبقهم القادم من الياسمين والريحان، فهم من رسموا بدمائهم حاضرنا الكريم، وهم من انتصروا على المحتل الإسرائيلي في تشرين، وهم من صدوا الحرب الإرهابية على شعبنا منذ عقد ونيف، وهم من قارعوا الغزاة ومرتزقتهم.
نقدرهم ونجلهم ونحترمهم ونكبر تضحياتهم لأنهم أنبل البشر وأسماهم، فقد ضحوا بحياتهم ذوداً عنا، ليبقى أبناؤنا أحراراً، نضع الورود على شواهدهم، ونقدم لأبنائهم كل ما يحفظ كرامتهم، وتتلقى أسرهم كل الرعاية والدعم من كل مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها تلك التي ترعى أبناء الشهداء وذويهم، وتوفر لهم وسائل الحياة الحرة الكريمة، كما أراد لهم السيد الرئيس بشار الأسد، ولاسيما من خلال تعليمهم وافتتاح المدارس الخاصة بهم، كي ترعاهم حتى تخرّجهم في الجامعات.