الثورة:
الفيلة كائنات قوية وضخمة ومحبة وحكيمة، وبحسب العديد من الدراسات فالأفيال يمكنها التعرف وبمهارة شديدة على الأخطار حولها من خلال الأصوات التي تميزها،
حيث يمكنها تحديد الحيوانات المفترسة والحكم على مستوى التهديد الذي تشكله بالنسبة لها من خلال الصوت ومدى ارتفاعه، كما يمكنها تنبيه باقي أفراد العائلة بوجود تهديد من خلال لغتها الخاصة، ومؤخرًا تم الكشف عن العديد من أسرار الفيلة خاصة لغتها الفريدة التي تتخاطب من خلالها.
ثمة أسرار للفيلة ولغة خاصة بها، وتتناول سلسلة “أسرار الفيلة” كثير من الأسرار حول حياة الفيلة من خلال رحلة يتم فيها السفر حول العالم والتجول بموطن الفيلة بالعديد من الأماكن بدءًا من السافانا في إفريقيا إلى المناظر الطبيعية الحضرية في آسيا لاكتشاف التفكير الاستراتيجي والعواطف المعقدة واللغة المتطورة للأفيال، والتي تشكل ثقافة فريدة وديناميكية.
لا تتحرى “أسرار الفيلة” وتكشف فقط الحياة الاستثنائية لعائلات الأفيال المختلفة، بل يسلط الضوء أيضًا على مدى تشابهها معنا.
وبالنظر للأسرار التي أميط عنها اللثام سيشعر المشاهدون بالدهشة، أن الفيلة لديها لغة فريدة تتحدث خلالها عبر العديد من الأصوات المختلفة، والتي تمكنها من الاهتمام ببعضها البعض، والتواصل مع بعضها البعض، بل وإيصال رسائل تفهمها الأفيال فيما بينها توضح مكان العشب والماء، وإذا ما كان هناك خطر بمكان قريب
فقد لاحظ علماء السلوك الحيواني عبر التاريخ البحثي الذكاء الحاد الذي تتميز به الفيلة، وذلك عن طريق مراقبة سلوكها وتشريح أدمغتها، وقد درست الدكتورة جويس سلوك الفيلة مدة طويلة تقترب من 48 عاما، حيث اكتشفت أن هذه الحيوانات تتواصل فيما بينها باستخدام أكثر من 30 صوتا، وتتنوع هذه الأصوات بطبيعتها بين الهمهمة ذات التوتر المنخفض الذي لا تدركه الأذن البشرية، إلى الأصوات الصاخبة من خراطيمها التي يمكن سماعها من عدة أميال.
كما رصدت أصواتا أشبه ما تكون بالنياح، ولاحظت أيضا أن الفيلة تقوم بدمج هذه الأصوات للتواصل فيما بينها بما يشبه اللغة الخاصة.
وكانت دراسة سابقة أشارت أن الأفيال يمكنها التمييز بين اللغات المختلفة، فالإشارات الصوتية، التي يمكن للقطيع من خلالها تحديد العرق والجنس والعمر لمفترس محتمل، لها ميزة إضافية في العمل كنظام إنذار مبكر فعال – خاصة إذا كان هناك تهديد من هذا المفترس بعيدًا عن الأنظار.
وبحسب هذه الدراسة فخصوصية استجابات الأفيال للأصوات ظلت مثيرة للاهتمام بشكل خاص. بالإضافة إلى الاهتمام بالإشارات اللغوية، فقد تمكن العلماء من تحديد اختلافات صوتية دقيقة لتحديد نوع الضرر الذي تشعر به الفيلة.