الثورة- هراير جوانيان:
حقق مانشستر سيتي الإنكليزي، عديد المكاسب في مواجهة ريال مدريد الإسباني، عندما تأهل على حسابه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بانتصاره 4ـ0، في لقاء الإياب بعد أن حسم التعادل مباراة الذهاب 1ـ1.
وكان المكسب الأول من هذه النتيجة المميزة، هو التأهل إلى النهائي الثاني في سجل النادي، بعد نهائي 2021 أمام تشلسي مع فرصة كبيرة في الحصول على اللقب الأول في رصيد الفريق بما أن إنتر ميلانو يبدو منافسا ضعيفاً قياسا بالريال.
أما المكسب الثاني الذي حققه مانشستر سيتي، فهو الثأر من هزيمة الموسم الماضي، عندما خسر في نصف النهائي أمام الريال وودّع البطولة رغم أنه كان متقدماً في النتيجة خلال فترات طويلة من مواجهتي الذهاب والإياب ولكنه تلقى صدمة قوية في لقاء الإياب في مدريد.
أمّا المكسب الثالث، فهو إنهاء هيمنة الريال على أندية الدوري الإنكليزي، فمنذ الموسم الماضي، واجه الريال أندية البريمرليغ في 6 مناسبات، كانت البداية أمام تشلسي في ربع النهائي ثم مانشستر سيتي في نصف النهائي ثم ليفربول في النهائي.
وخلال هذه النسخة، تأهل الريال في البداية على حساب ليفربول ثم تخطى عقبة تشلسي في ربع النهائي قبل أن يسقط في نصف النهائي أمام مانشستر سيتي، الذي جرّده من اللقب الذي توج به في الموسم الماضي، ليلحق به هزيمة ثأر بها من الهزائم الكثيرة التي ألحقها الريال بالأندية الإنكليزية.
أرقام صادمة
ورصدت صحيفة (سبورت) الكاتالونية، أرقاما صادمة وصفتها بـ(الفضيحة)، بعد أن استسلم ريال مدريد أمام الضغط الذي فرضه مانشستر سيتي، حيث امتلك النادي الإنكليزي الكرة في 72 بالمائة خلال المباراة، واعتمد على طريقة تيكي تاكا لإسقاط الحصن الدفاعي الملكي، فبلغ عدد التمريرات 351 تمريرة، بينما اكتفى المنافس برقم ضئيل لم يتجاوز 137 تمريرة، والفارق بينهما بلغ 214 تمريرة كاملة.
وسدد نجوم مانشستر سيتي 13 مرة على مرمى البلجيكي تيبو كورتوا، وكانت منها 3 ناجحة بعدما هزّت الشباك، فيما اكتفى الميرنغي بتسديدة وحيدة جاءت بقدم لاعب خط الوسط توني كروس فارتطمت بالعارضة.
ونال مانشستر سيتي أكبر عدد من الركنيات وبلغ عددها 5 مقابل واحدة لريال مدريد، وهذا ما عكس الاستحواذ الإنكليزي الكبير في مباراة بالغة الأهمية.
وحاول لاعبو السيتي المراوغة في 13 لقطة كانت منها 8 ناجحة، وهي نسبة 62 بالمائة من نسبة المراوغات، فيما لم يراوغ لاعبو ريال مدريد في أي مرة رغم امتلاكهم أحد أبرز اللاعبين المهاريين وهو البرازيلي فينيسيوس جونيور.
ووقف لاعبو مانشستر سيتي وقفة رجل واحد واكتسب المدافعون أغلب الصراعات الثنائية، حيث بلغ عددها 28 صراعا لصالحهم، بينما اكتفى نجوم ريال مدريد بالتفوق 15 مرة فقط على منافسيهم.
أسباب الهزيمة القاسية
وهكذا أخفق ريال مدريد بقيادة مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي بالوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، والمنافسة على اللقب للمرة الـ15 في تاريخه، نتيجة 3 أسباب كانت وراء الهزيمة القاسية أمام مانشستر سيتي.
الدفاع
فاجأ أنشيلوتي جميع جماهير ريال مدريد، بالزج بالمدافع البرازيلي ميليتاو، والإبقاء على الألماني أنطونيو روديغر على مقاعد البدلاء، رغم تألقه في مواجهة الذهاب، وحدّه من خطورة المهاجم النرويجي العملاق إرلينغ هالاند.
الخطأ الثاني لكارلو أنشيلوتي في الدفاع، هو إصراره على جعل إدواردو كامافينغا يلعب بالجهة اليسرى، وإبقاء مواطنه فيرلاند ميندي على دكة البدلاء، أو عدم الاعتماد على النمساوي ديفيد ألابا، وجعل روديغر يجاور ميليتاو في قلب الدفاع.
خط الوسط
قدم لوكا مودريتش وتوني كروس أسوأ مباراة في مسيرتهما الاحترافية مع ريال مدريد، بعد سلسلة من الأخطاء التي ارتكباها، وكانت سبباً حقيقياً في حسم مانشستر سيتي لمواجهة إياب نصف النهائي بالشوط الأول، بعدما سجل سيلفا هدفين متتاليين.أما الأوروغواياني فالفيردي، فلم يتمكن من إظهار ما يتمتع به من مهارة فنية كبرى، وظهر ضائعاً في خط الوسط، ولم ينجح بقطع الكرات أو المساهمة في بناء الهجمات طوال الشوط الأول، الذي غاب فيه ريال مدريد.
بنزيمة الحاضر الغائب
يعد بنزيمة أحد أساطير ريال مدريد، لكنه لم يكن حاضراً نهائياً سواء في مباراة الذهاب أو الإياب، وإصرار أنشيلوتي على الاعتماد عليه، وتفضيله على أسينسيو يترك الكثير من علامات الاستفهام حول السبب وراء لعب الفرنسي.
وظهر عدم نجاعة ما فعله أنشيلوتي في المباراة، بعدما سجل مانشستر سيتي الهدف الأول، الأمر الذي جعل فينيسيوس جونيور يتوجه إلى مدربه، ليدخل معه في نقاش حاد، حول ما يحدث في المباراة، خاصة أن ريال مدريد لم يظهر في أول 20 دقيقة بالشوط الأول.
الطموح إلى الثلاثية
ومع بلوغه النهائي القاري يأمل سيتي في إحراز الثلاثية هذا الموسم إذ بات على بُعد انتصار واحد من التتويج بالدوري الإنكليزي الممتاز، كما بلغ نهائي كأس إنكلترا حيث يلاقي جاره مانشستر يونايتد في المباراة النهائية على ملعب ويمبلي في لندن في الثالث من حزيران المقبل، علماً أن يونايتد هو الفريق الإنكليزي الوحيد الذي نجح في تحقيق هذا الإنجاز عام 1999.
ولم يذق مانشستر سيتي طعم الخسارة على أرضه في مبارياته الـ 26 الأخيرة في دوري الأبطال (24 فوزاً مقابل تعادلين)، حيث تعود خسارته الأخيرة إلى أيلول 2018 أمام ليون الفرنسي. وحدهما برشلونة الإسباني (38 مباراة بيتية من دون خسارة بين 2013 و2020) وبايرن ميونيخ الألماني (29 بين 1998 و2002) حققا سلسلة أفضل في المسابقة القارية الأم.في المقابل، خاض الإيطالي كارلو أنشيلوتي مباراته الـ 191 في دوري الأبطال كمدرب، متجاوزاً مدرب مانشستر يونايتد الإنكليزي الأسطوري الاسكتلندي السير أليكس فيرغوسون (190). كما خاض أنشيلوني مباراته الـ 50 عى دكة المدربين مع ريال في المسابقة القارية، ليصبح ثاني مدرب يصل إلى هذا الحاجز واكثر مع فريقين (أشرف على 70 مباراة مع ميلان) بعد الإسباني جوسيب غوارديولا (73 مع سيتي و50 مع برشلونة).