الملحق الثقافي- سعاد زاهر:
كيف يكون حالها إن تغيرت المعطيات…؟
ألا يصبح الإبداع حينها مجرد تقرير إخباري مباشر، وخاصة حين ينغمس في البعد السياسي، ويتبنى موقفاً آنياً، سرعان ما يخضع لمعطيات متغيرة.
إذا كيف تبدو العلاقة بين الإبداع والسياسة…؟
نجيب محفوظ أوجز هذه العلاقة «في عبارة بليغة قال فيها: «ليس هناك حدث فني، بل حدث سياسي في ثوب فني»
اميل حبيبي قال: «إني أحترف السياسة وأتذوق الأدب، فأسند الواحد بالآخر»
الأمر الذي يأخذنا مباشرة نحو أدلجة الأدب، وانخراطه في الأمر ربما ينتج عنه أدب مهمّ، أو العكس حسب إمكانية المبدع في ترجمة تلك الأحداث.
لكن كيف يتعاطى الأدب مع السياسة باعتباره منتجاً إبداعياً…؟
ربما إذا ذهبنا إلى بعض الأمثلة المهمة لعرفنا الجواب، أبرز تلك الأمثلة ما فعله الكاتب الفرنسي ألبير كامو، ففي أعماله «خطاب السويد»، و»رسائل إلى صديق ألماني»، و»الإنسان الثوري» قدم نموذج الإنسان العبثي الخائف، وفي الوقت ذاته ثوري يتعاطى مع كل معطيات عصره السياسية بإبداع خلده على مر الزمن.
جورج أورويل كتب العديد من الروايات التي أخذت منحى سياسياً مثل «تحية إلى كاتالونيا»، و»مزرعة الحيوان»، ولعل رواية «1984» من أهم الروايات التي ناقشت بعداً سياسياً مختلفاً له علاقة بالعلاقة بين طبيعة اللغة السياسية السائدة وتقييد أو تحرير أفق التفكير لدى المواطنين من ناحية، وتأثير اللغة السياسية في تشكيل المجتمع من ناحية أخرى…
الأمثلة الإبداعية التي نجحت في التعاطي مع السياسة إبداعياً كثيرة رغم التناقض بين عالم الأدب والسياسة، الأول بتدفق المشاعر وخياله المبدع، والسياسة بواقعيتها وقسوتها…
العدد 1145 – 23-5-2023