الثورة – لينا شلهوب:
اعتبر محافظ ريف دمشق صفوان أبو سعدى أن الوردة الدمشقية باتت سفيرة سورية للعالم، فهي محصول البلاد المُعطّر برائحة الأرض، وبيّن خلال مهرجان قطاف الوردة الشامية اليوم في المراح أن المحافظة تعمل جاهدة للتوسع بزراعتها بالتنسيق مع الأمانة السورية للتنمية وجمعية المراح للوردة الشامية، والمجتمع الأهلي، والجهات ذات الصلة، وذلك من أجل النهوض بواقعها، ويتم تقديم الدعم اللازم عبر استصلاح مساحات كبيرة من الأراضي في منطقة القلمون لتصبح مهيأة للزراعة، لافتاً إلى أنه تم إحداث بئرين لدعم هذه الزراعة ، وتأهيل بعض الطرق الزراعية التي تسهّل عملية زراعة ورعاية وقطاف الوردة، إضافة إلى تقديم جميع التسهيلات للنهوض بواقع زراعتها وفتح أسواق إضافية لها.
عضو برنامج التراث الحي في الأمانة السورية للتنمية ريم ابراهيم، لفتت إلى أن الوردة الشامية محط نظر واهتمام الأمانة، كونها تمتلك معايير تتعلق بالانتماء إلى الوطن ، إلى جانب فوائد وقيم اجتماعية واقتصادية متعددة، موضحة بأنه في عام ٢٠١٩ بدأت الخطة الوطنية المتضمنة التزام سورية مع مجموعة الشركاء المعنيين بالوردة الشامية، ليتم رفع الوعي بأهميتها، والتعريف أكثر بفوائدها، وفتح مجالات للابتكار والإبداع، وهي تمتلك مجموعة من السمات كونها مكونا ثقافيا غنيا وإبداعيا، ومحركا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدة أن مشروع الوردة الشامية يلقى اهتماماً من مختلف برامج الأمانة السورية للتنمية، حيث تعمل الشركة السورية للحرف على تسويق منتجاتها بطريقة تضمن انتشارها واستخدامها من قبل مختلف فئات المجتمع، إضافةً إلى عمل برنامج “التراث الحي” على دعم هذه الممارسات الاجتماعية والثقافية، والعمل على تنفيذ خطة صون الوردة بالتنسيق مع الجهات الحكومية وغير الحكومية لدعمها والارتقاء بها كمشروع وطني مستدام.
مدير برنامج المنارات المجتمعية في دمشق وريفها في الأمانة السورية للتنمية محمد طارق الجيرودي أشار إلى أنه تم وضع خطة وطنية احتفالاً بتسجيل الوردة كأحد عناصر التراث الثقافي السوري للعام ٢٠١٩، لافتاً إلى أنه يتم التواصل مع أهالي ومزارعي قرية المراح للتعرف على مستلزماتهم وكيفية تأمين مستلزمات التوسع بزراعة الورد الشامي، وأصبحت تنتشر كمشروع اقتصادي في عدد من المحافظات منها حماة وحلب واللاذقية بالإضافة إلى دمشق وريفها، مضيفاً أن الأمانة السورية للتنمية تسعى للتشبيك مع المنظمات والمؤسسات والوزارات لتحقيق أهداف أخرى وتسخير الموارد التي تخدم زراعة الوردة الدمشقية.
وأضاف أنه بمناسبة السنة الرابعة على تسجيل الوردة الشامية على قائمة التراث الثقافي، والتي تكللت بنتائج إيجابية بعد جهود حثيثة تم بناء شراكات مع منظمات عدة منها الشراكة مع المنظمة الهولندية حيث تم إنشاء بئر وخزان بسعة ١٠٠٠ م٣، وهذا ساعد بزيادة الأراضي المزروعة من ٢٠٠٠ إلى ٢٧٠٠ دونم، والخطة خلال العام الحالي الوصول إلى محصول استراتيجي وزيادة رقعة المساحات المزروعة.
رئيس بلدية المراح محمد البيطار أكد أن مهرجان الوردةِ الشامية بات طقساً اجتماعياً، سنوياً ، مضيفاً أن مساحات زراعتها باتت تتزايد، ولكلِّ وردةٍ الوقت الأنسب لقطافها بحسب استخدامها، فأزرار الورد غير المتفتح كأعشاب تُغلى بعد تجفيفها وتقريباً فإن ٤ كيلوغرامات من الورود تُنتج كيلوغراماً واحداً من الورد اليابس (الزهورات)، بينما يمكن استخلاص ليتر واحد من ماء الورد بكيلو غرام واحد من الورود، إلا أن استخلاص الزيت ينحصر بالورود الأكبر فالغرام الواحد من زيت الورد يستخلص تقريباً من ١٠ إلى ١٢ كيلو غراما من الورد وهو ما يفسر ارتفاع سعر الغرام الواحد من زيت الورد، والذي يتراوح من ٤٠ إلى ٧٠ ألف ليرة، وهو الأشهر في صناعة العطور إضافة لاستخدامه في الصناعات الطبية والتجميلية.
يذكر أن المهرجان تضمن فعاليات متعددة مرتبطة بطقوس القطاف المكون التراثي والاجتماعي، إلى جانب عرض لمنتجات الوردة (ماء ورد- شراب الورد- مربى الورد- الورد المجفف، وكريمات الورد)، كما تم تكريم عدد من النساء الريفيات اللواتي يعملن بـ “الوردة الشامية” في قرية المراح.