قلعة دمشق تستعيد هيبتها.. حملة تنظيف وإزالة تعديات

الثورة – ثورة زينية:

في لحظة تختزل التاريخ وتستشرف المستقبل، استعادت قلعة دمشق شيئاً من مجدها القديم بعد أن أنهت محافظة دمشق حملة خدمية شاملة لإزالة التعديات الإسمنتية والعشوائيات من محيطها وتنظيف أسوارها وأخاديدها من الأعشاب والنفايات، في خطوة لاقت ترحيباً واسعاً من الأوساط الثقافية والمعنية بالحفاظ على التراث.

وأفاد مصدر معني في محافظة دمشق لصحيفة الثورة أن الأعمال الخدمية التي نفذتها ورشات المحافظة شملت إزالة التشوهات واستعادة البنية البصرية من خلال أعمال التنظيف والإزالة التي نفذت خلال الأيام الماضية، وجاءت كاستجابة مباشرة ترمي إلى صون الملامح العمرانية للمدينة القديمة وتحرير المواقع الأثرية من العشوائيات التي تراكمت بفعل غياب التنظيم خلال أعوام خلت.

كما شملت الحملة – حسب المصدر ـ إزالة كتل إسمنتية مخالفة تم تشييدها حول القلعة وتنظيف المساحات المحيطة من الأعشاب اليابسة والنفايات الصلبة، إضافة لتأهيل الأرضية والساحات الداخلية بما يتناسب مع القيمة الأثرية للموقع، موضحاً أن هذه الأعمال تمهد لمرحلة جديدة من الاستثمار الثقافي للموقع ضمن خطة تتعاون فيها المحافظة مع وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار والمتاحف.

منصة تنموية

قلعة دمشق التي لطالما شكلت رمزاً للحضارة السورية ومَعلماً عسكرياً فريداً في قلب العاصمة، باتت اليوم مركزاً جديداً لانطلاق مشاريع التنمية، بعدما احتضنت مؤخراً فعالية إطلاق “صندوق التنمية السوري” من ساحتها الداخلية، في مشهد أعاد إلى الأذهان قدرة دمشق على تجسيد الانسجام العميق بين التاريخ والتحول، وأن تحتضن قلعة دمشق حفل إطلاق صندوق التنمية السوري ليس مجرد اختيار مكاني، بل تؤكد أن التنمية في سوريا لن تبنى على أنقاض التاريخ بل من داخله.

ذاكرة متجددة

بنيت قلعة دمشق في العصر الأيوبي في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي بأمر من السلطان صلاح الدين الأيوبي لتكون حصناً منيعاً للدولة، وقد صمدت أمام الغزوات والزلازل والتقلبات لتظل حتى اليوم أحد أهم معالم دمشق التاريخية. وعلى مدار قرون، لعبت القلعة أدواراً متعددة، عسكرية، وسياسية، وإدارية، قبل أن تتحوّل في العصر الحديث إلى موقع أثري محاط بتحديات التوسع العمراني العشوائي وغياب الصيانة الدورية في أيام النظام البائد.

كلمة المحرر

الخطوة التي اتخذتها محافظة دمشق اليوم تعكس تحولاً في النظرة الرسمية نحو هذه المواقع من التعامل معها كمجرد مواقع أثرية إلى اعتبارها أصولاً ثقافية قابلة للإدماج في عملية التنمية الوطنية، ونستطيع القول بناء على المعطيات على أرض الواقع: إن ما يحدث في قلعة دمشق ليس مجرد تنظيف لموقع أثري، بل هو تجديد رمزي لروح مدينة دمشق، فكل حجر يعاد إليه اعتباره، وكل معلم يستعاد من فوضى الإهمال هو خطوة نحو مستقبل يبنى على أسس أصيلة ومتجذرة. فالتراث هنا ليس ماضياً محفوظاً في الصور، بل مستقبل يعاد ترسيمه بأدوات من الذاكرة، وتنمية تنطلق من الأرض التي كتبت فصول التاريخ الأول.

دمشق تعيش اليوم في لحظة دقيقة من تاريخها بين زمنين: ماض تحييه وتحفظه، ومستقبل تبنيه بوعي وإرادة، وقلعتها التي قاومت الغزاة، تقاوم اليوم النسيان والتشويه، لتتحول مجدداً إلى منارة تضيء طريق التنمية الوطنية في دمشق حيث يلتقي الزمن بالحجر، تكتب المدن قصصها من جديد.

آخر الأخبار
لا تعديل على الخبز التمويني .. ومدير المخابز يوضح لـ"الثورة" رغم وقف إطلاق النار.. غزة بين الحياة والموت التشبيح المخملي الذي جَمَّل براميل الأسد .. حين صار الفن أداة قتل الأمم المتحدة: إعادة بناء سوريا أمر حيوي لتحقيق الاستقرار  إعلان تلفزيوني يشعل الحرب التجارية بين ترامب وكندا مجددا  تحسين بيئة الأعمال شرط لتعزيز التنافسية  الاقتصاد السوري مبشّر ومغرٍ وعوامل نهضته بخطواتها الأولى  درع وزارة الرياضة والشباب.. بطولة جديدة تكشف واقع السلة السورية كأس الدرع السلوية.. الأهلي يُلحق الخسارة الأولى بالنواعير جامعة الفرات تناقش مشروع قانون الخدمة المدنية  بعد سنوات من الغصب والتزوير.. معالجة ملف الاستيلاء على العقارات المنهوبة حزمة مشاريع استراتيجية في "مبادرة مستقبل الاستثمار" بالرياض  رامي مخلوف.. من المال والاقتصاد إلى القتل والإجرام   بعد تضاعف صادراتنا.. مطالبات بتحديث أجهزة الفحص وتوحيد الرسوم توقيع اتفاق سلام كمبودي - تايلاندي لإنهاء نزاع حدودي التأمينات الاجتماعية تسعى لرفع الوعي التأميني لتحقيق أفضل الخدمات جدل حاد في "إسرائيل" حول مشروع قانون لإنقاذ نتنياهو دمشق ترسم معالم حضورها الدولي بثقة وثبات المشاركة السورية بـ"مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض".. خطوة محورية بمعركة الدبلوماسية والاقتصاد زيارة الشرع إلى الرياض.. ترسيخ سوريا الجديدة واستعادة دورها إقليمياً