قنطار: حماة.. بانوراما الحرية منها بدأنا… الجاسم: المهرجان لمّ شمل حروفنا المبعثرة

الثورة – رنا بدري سلوم:

انتهى مهرجان حماة الثقافي الأول، الذي ترافق مع فعاليات معرض دمشق الدولي، وبين حماة ودمشق كانت عيوننا ترنو إليهما بشغف المنتظر لانتصارات القوافي بعد أن أعلنت سوريا انعتاقها من كل قيد، والشعر حاضر كطائر يشدو الحرية بجناحين يمتدا من الشآم إلى حماة. لم يتعب الطائر من التحليق، وإن صمت الكلام عند حدود المكان، لأن الطائر الحر سيجول في كل المحافظات السورية، فبعد مهرجان حماة يتم الإعداد لمهرجان “المعرّي” في إدلب، و”جارة العاصي” في حمص، و”الفرات” في دير الزور، وفقاً لما صرح به رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد طه عثمان بإقامة مهرجانات على مستوى المحافظات جميعها، بتكاتف جهود الجميع لنهضة الحركة الثقافية ومواجهة التحديات والصعوبات والمعوقات التي تقف عائقاً، لإحياء المشهد الثقافي الغني الذي يجمعنا.

 

ذاكرة وفنون

من حماة إلى ريفها مصياف، ومحردة، واكبنا فعاليات المهرجان الثقافي الأول بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين، تحت عنوان “دورة الشاعر بدر الدين الحامد”، تكريماً له كرمز أدبي ساهم في ترسيخ الهوية الوطنية، وربط الأدب بالذاكرة الجمعية لمدينة حماة، وقد شدّنا الحضور والاهتمام والجهود المبذولة في إنجاحه.

عضو اتحاد الكتاب العرب الشاعر حسن قنطار، ومن منظمي ومقدمي نشاطات الفعاليات الثقافية في المهرجان، تحدث لـ”الثورة” عن تجربته في المشاركة واصفا المهرجان بالدولي “سوري الهوية عروبي الهوى”، وقد لاقى أهمية كبيرة وحضوراً لافتاً، من مصر الأردن اليمن لبنان وفلسطين، قائلاً: المهرجان ليس شعراً ومعرض كتاب وحسب، بل استكشاف مراحل لتاريخ مدينة عريقة، حماة تستحق الاحتفاء بعد سنوات من العزلة والقمع والاستبداد، لذا تناول المهرجان الهوية الثقافية لحماة بدءاً من فلكلورها الشعبي وآثارها وحضارتها المتنوعة، وفنها وأدبها، فاحتضن خان رستم باشا في مدينة حماة أعمالاً يدوية وحرف تقليدية وكتب تراثية، إضافة إلى لوحات من الخط العربي والفن التشكيلي.

وقد مد المهرجان جسور التواصل مع الأمكنة فقد زرنا أماكن ميدانية دمرها النظام المخلوع مثل زيارة المركز الثقافي المدمر في كفر زيتا بريف حماة.

ولفت قنطار إلى دور المسرح والأفلام في إنجاح المهرجان في التعبير عن آلام النزوح والتهجير والعيش في الخيام في أصعب المراحل وأقساها، وقال: استضاف مدرج مجلس مدينة حماة فريق مسرحية و”عاد الشتاء” من تأليف عيسى الصيادي، وإخراج غزوان البلح، المسرحية رسالة إنسانية وجدانية تبعث روح الأمل بالعودة، ويجسد العمل مأساة النازحين في المخيمات الذين فقدوا منازلهم بسبب الدمار، ويسلّط الضوء على الجهود الحكومية لإعادة الإعمار كطريق لعودة المهجرين إلى حياتهم الطبيعية، أداء مميز للفنانين: حسام السالم، سيدرا جباخانجي، ملاك الخطيب، جمال زعير، ضمن أجواء ثقافية وفنية أغنت مهرجان حماة.

أما الفيلم الوثائقي ” ذاكرة الرماد” يستحضر مأساة تهجير أهالي مدينة حماة عام 1982, وفقاً لقنطار مضيفاً: لقد وثق الزميل الأديب محمد منصور تاريخ حماة بفيلم وثائقي من سيناريو وإخراجه بعنوان “لحظات التحرير الأولى” وقد نال الصدى الجيد والموقف المؤثر أما “الفيلم الوثائقي عن الأديب الراحل ممدوح عدوان” ابن مصياف، فإنه من سيناريو وإخراج منصور، وهو نوع من التكريم والخلود لشخصية كانت حرة الفكر والرأي. مشيراً قنطار إلى أن اليوم الأول من المهرجان كان الأكثر جماهيرية، ونالت العروض الوثائقية التي عرضت بطريقة مختلفة وملفتة رضا الجمهور، إضافة إلى تخصيص فعاليات يوم الطفولة وتكريم المتألقة ناردين فادي جرجس عيسى بطلة سوريا في تحدي القراءة العربي والإعلامية الصغيرة.

انتصارات القوافي

عشرون شاعراً وشاعرة، أغنوا أصبوحات المهرجان وأمسياته بشعرٍ بات ينتظر الحرية ويتوق لها وكان للقصة أيضاً حضورها المحبب، عدا عن الندوات الأدبية النقدية والفكرية التي كانت أشبه بنافذة تطل على ذاكرة حماة الشعرية، بعناوين تضمنت “العاصي والنواعير في ذاكرة الشعر” و”بحث عن ابن حجة” و”ممدوح عدوان”.

فرحت الشاعرة قمر الجاسم بإعادة حماة إلى المشهد الثقافي، فقد كان تغييبها المقصود موجعاً، حماة التي ظل أنين نواعيرها ينخر القلوب، لكنها كعاصيها الذي يجري عكس التيار، بقيت صامدة، وفي حديثها لصحيفة الثورة بينت فرحها المكبوت “جبت البلاد والعواصم ودعيت إلى أكبر المهرجانات العالمية ولم أكن قد وقفت بعد على منبر حماة، حيث ولدت أمي رحمها الله وتمنت أن تدفن فيها، وكانت تردد في كل بلد تحط فيه مواجعنا وهي تذرف دموع الشوق كما كتبت في إحدى قصائدي “جثتي تخشى من القبر الغريب بكل أكفان البلاد” وكانت تتنهد وتقول بحرقة “حتى القبر بدو وطن” فكتبتها في قصائدي وافتتحت مشاركتي بتحية لحماة من قلب أمي رحمها الله ومن قبرها الغريب”.

وعن مشاركتها تشير الجاسم إلى أن أجمل ما في المهرجان فرحة الشعراء العرب بالتحرير، فقد كانوا يغنون في الكواليس “ارفع راسك فوق انت سوري حر” بقلوبهم وهم يرفعون رأس قصائدهم التي تفخر بسوريا البلد العربي الصامد الذي ظل في بطن الحوت سنين طويلة، لقد جدد المهرجان الأمل بعودة شعراء سوريا، نعرف أن مهرجاناً واحداً لا يكفي لإتاحة الفرصة لإعادة الروح لقصائدهم.

أما ما يرنو إليه الشعر بعد التحرير فتجيب الجاسم: “على الشاعر أن يكتب ما سيحدث لا ما حدث، ألا ينتظر أن تسيل الدماء كي يتحول إلى شاعر ثورة، فكما كان عليه أن يمهد للثورة بالكتابة عنها والدعوة لها قبل حدوثها، عليه أن يضع رؤيته ورؤياه لسوريا الجديدة، وعليه أن يلم شمل الحروف المبعثرة كي تنبض القصيدة بقلب واحد عامر بالمحبة”.

آخر الأخبار
"إدمان الموبايل".. خطر صامت يهدد أطفالنا د. هلا البقاعي: انعكاسات خطيرة على العقول السباق النووي يعود إلى الواجهة.. وتحذيرات من دخول 25 قوة نووية جديدة ترامب: اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة.. و"حماس" مستعدة للتفاوض الحرب الروسية - الأوكرانية.. بين "التحييد الاستراتيجي" والتركيز على "العمليات الهجومية" أسماء أطفال غزة تتردد في شوارع مدريد العراق يعيد تأهيل طريق استراتيجي لتنشيط التجارة مع سوريا التحولات السياسية وانعكاسها على رغبة الشباب السوري المغترب بالعودة "الرحمة بلا حدود" وتعاون مشترك لبيئة تعليمية آمنة السعودية تطلق مشروع إعادة إعمار منطقة دمشق ‏مجموعة ألفا.. منصة للابتكار والتواصل الدولي مساعدات قطرية بقيمة 45 مليون ريال للقطاع الصحي بين الاجتماعات وإطلاق الحملات.. هل تنجح الخطط في الحد من التسول!؟ بعد سقوط النظام المخلوع.. تراجع طلبات لجوء السوريين في الاتحاد الأوروبي تجفيف العنب والتين وصناعة قمر الدين تراث غذائي المبادرات الاقتصادية السعودية في سوريا.. التنمية كمدخل للاستقرار السياسي هل يكسر "أسطول الصمود" حصار الغزاويين..؟ إعلام غربي: إسرائيل ستفشل في سوريا وستخسر الحرب في غزة "التربية والتعليم ": السماح بفتح دوام مسائي في المدارس الخاصة التوظيف الداخلي.. إدارة جديدة للموارد البشرية بين الأمل والتحديات رفع جودة الأداء..نحو 6 آلاف تربوي ضمن دورات "تربية اللاذقية"