الثورة – سهيلة إسماعيل:
قضايا وتساؤلات عديدة حول أداء وعمل المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بحمص ، ولا سيما ما يتعلق بالمشاريع المتعثرة، وشبكات المياه التي أصبحت قديمة في الكثير من القرى والانقطاع المتكرر لمياه الشرب في ريف المحافظة، و استعمالها من قبل البعض لغير الغاية المخصصة لها ، بالإضافة إلى مدى صلاحية مياه المدينة للشرب ، خاصة وأن الكثير من المشتركين ضمن أحياء المدينة يلجؤون لشراء مياه للشرب .
المدير العام لمؤسسة المياه المهندس أيمن نداف أشار إلى أنه ونظراً لتغير الظروف وغلاء الأسعار وجدت مؤسسة المياه نفسها مضطرة لإعادة النظر بالمشاريع الموضوعة ضمن خطّتها لأنها تحتاج إلى صرف فروقات أسعار خلال التنفيذ مع إعداد الكشوف الدورية اللازمة .
خطّة طوارئ
وبيّن أن الإنفاق التراكمي لدى المؤسسة حتى نهاية الشهر الثالث من العام الحالي بلغ « 1345558» ألف ليرة ، وبلغت نسبة الإنفاق المادي خلال المدة ذاتها 18% ،حيث كانت تصفية كامل المشاريع المدورة من العام 2022 من أولويات المؤسسة ،وقيد التصفية مشروع المرحلة الأولى من دعم مياه قرية سكرة بريف حمص الشرقي ، و لدى المؤسسة عدة مشاريع أخرى مثل تقديم وتركيب نظام التغذية الكهربائية في حي البستان بقرية حسياء بتكلفة تقديرية خمسة ملايين و500 ألف ليرة والمشروع قيد الدراسة الفنية للعروض ومشروع استبدال خط ضخ مياه قرية المتعارض واستبدال خطي الضخ و الإسالة لقرية الخويخة ، وحفر آبار في كلّ من قرية مشتى عازار بوادي النضارة ، وفي أكوم والبطمة وتارين، وكذلك تقديم وتركيب التجهيزات الميكانيكية والكهربائية لبئر القبو والمشروع قيد دراسة العروض الفنية واستبدال خطوط المياه في شبكة تل الصفا وقد تمّ التريث بالإعلان عن هذا المشروع بناء على طلب الوزارة، وتمويل مشروع استبدال شبكة المياه في رباح من خطة عامي 2023-2024 بكلفة 100 مليون ليرة وقد أرسل إلى الوزارة للموافقة والإعلان عنه، ومشروع إرواء الصابونية من المضابع بكلفة مليون و100 ألف ليرة، والمشروع جاهز للإرسال إلى الوزارة ، وتقديم تجهيزات مخبرية لزوم شركة الصرف لصحي ، ومشروع استبدال شبكة الصرف الصحي في باب هود « حي القلعة «، وكذلك في حي كرم الشامي ومشروع المحطّة النقطية في قرية المنزول بكلفة 100 مليون وقد تم مراسلة مديرية الخدمات الفنية لتسليم المؤسسة الإضبارة الخاصة بالمشروع ، ومشروع توسيع شبكة الصرف الصحي في قرية الشعيرات.
ولدى المؤسسة خطّة طوارئ تقضي بتنفيذ مشروع حفر وتجريب وإكساء بئر في برج قاعي وقد بلغت نسبة العمل حتى الآن 80% ، ومشروع تمديد خطوط داعمة في قريتي الشعيرات والمضابع في ريف حمص الشرقي .
وهناك مشروع تمديد خطوط الصرف الصحي في ضاحية الباسل بمدينة حمص كمرحلة أولى والعمل مستمر بالمشروع إذ بلغت نسبة التنفيذ 85% حتى الآن .
التعاون
وأوضح أن المنظمات الدولية قدمت العديد من المساعدات للمحافظة من خلال تنفيذ الكثير من المشاريع وفي أماكن متفرقة وجميعها تتراوح نسبة تنفيذها بين 100% و90أو 80% ، وقد تنوّعت المشاريع بين إعادة تأهيل بعض الشبكات ومحطّات ضخ كما حدث في صدد والقصير وتلبيسة، وتقديم مجموعات توليد لبعض القرى مثل المشتاية والزارة وسكّرة ، وكذلك محولات كهربائية لزوم عمل الآبار في ظلّ انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، وتقديم مادة تعقيم هيبوكلوريد الصوديوم اللازمة لتعقيم مياه الشرب .
أزمة مياه
وقال نداف : تأثر ضخ المياه تأثراً كبيراً وملحوظاً بالتقنين الجائر للتيار الكهربائي في المحافظة ،وحتى لو كان هناك وصل للتيار فإن المدة غير كافية لإيصال مياه الشرب لجميع المشتركين لذلك عملت المؤسسة على تأمين مادة المازوت حسب ما هو متوفر في شركة سادكوب، موضحا أنه يتم صيانة الشبكات القديمة على نحو دائم وتدرج ضمن خطط المؤسسة وحسب الأولويات وتوفر الاعتمادات.
بعد خروج المسلحين من أحياء المدينة تعرضت المنازل في تلك الأحياء لسرقة عدادات المياه ، ما أدى إلى سيلان المياه في الشوارع وهدر كميات كبيرة منها ، لذلك لجأت المؤسسة إلى إغلاق فرعات المشتركين في المنازل المهجورة لوضع حدّ لهدر المياه ، كما قامت بإيصال المياه للأهالي العائدين إلى مناطقهم وركبت عدادات لهم عوضاً عن المسروقة العام 2019 و تركيب وصلات عوضاً عن المسروقة لغاية العام 2022 .
ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة من قبل لجنة الضابطة المائية ولجان المخالفات وهي تعمل باستمرار لوضع حدّ لظاهرة هدر المياه ، حيث بلغ عدد المخالفات الإجمالي في المدينة 1286 مخالفة ، و753 مخالفة في الريف ، وعدد المخالفات المحصّلة في المدينة 675 مخالفة ، وفي الريف 277 مخالفة ، وعدد الضبوط الكلي في المدينة 50 ضبطاً ، وفي الريف 207 ضبوط، ويتم تكثيف جولات الضابطة المائية وشعبة المخالفات خلال أشهر الصيف لضبط الهدر وإيصال المياه للمشتركين الذين يعانون من ضعف ضاغط الشبكة .
فحوص دائمة
تنتشر في مدينة حمص ظاهرة تدعو للتساؤل وهي ظاهرة شراء مياه شرب معبأة في غالونات ، ويعمد المواطنون لشرائها لأنهم يشكون بصلاحية مياه المدينة للشرب رغم أنهم لا يعرفون مصدر المياه المباعة لهم ، لكنهم يقولون: إنها أفضل من مياه الشبكة …!!!
وعن هذا الموضوع قال نداف :يتم إجراء الفحوص والتحاليل الدورية على نحو دائم من قبل المخبر المركزي في المؤسسة للتأكد من سلامتها وخلوها من الملوثات .
صعوبات وتحديات
وأخيراً ذكر مدير عام المؤسسة عدة صعوبات تعتبر تحديات أمام العمل تجعل إنجازه يسر ببطء ومنها : حجم العمل كبير جداً بسبب المساحة الواسعة لريف المحافظة الواجب تخديمه ، وبالمقابل هناك قلة في الاعتمادات المخصصة للمؤسسة في ظلّ التكاليف المرتفعة جداً للمشاريع المطلوب تنفيذها ، وعدم ثبات الأسعار وارتفاعها دائماً مما يرتب على المؤسسة فروقات أسعار كبيرة ، وارتباط تشغيل مشاريع المؤسسة بالتيار الكهربائي غير المتوفر على نحو متواصل ، ما يجعل الحاجة إلى الوقود ضرورية لتشغيل محطات الضخ في المدينة والريف لإيصال المياه للمواطنين ، والحاجة إلى توفر الاعتماد الكافي لتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة لمعظم المشاريع ليتم توفير أكبر قدر من الوقود والاستغناء عن التيار الكهربائي وزيادة عدد ساعات الضخ للريف، وتحديد مكان عمل الموظفين المعينين عن طريق المسابقة الأخيرة في مشاريع بعيدة عن أماكن سكنهم وتعيينهم وفق رغباتهم وعدم المرونة في نقلهم بما يتوافق مع مصلحة العمل
