الثورة – رفاه الدروبي:
يشعرك البيت الشامي العتيق بالحميمية أثناء الجلوس في إيوانه وتأمُّل سحر نباتاته وشجرة الغاردينا والياسمين المعرّش على جدرانه وسط أصالة المكان الذي يعتبر لوحة فنية أصيلة زيَّنتها أعمال مجموعة من النحاتين ضمَّها معرض «النحاتين السوريين الثاني» في غاليري البيت الأزرق.
النحات وضاح سلامة قدَّم عملاً عبارة عن الماعز الشامية تتربَّع فوق بيت عتيق بنوافذه وأبوابه، واعتبرها إرثاً حقيقياً وثروة تكاد تُفقد أو أصبحت قليلة جداً، داعياً للانتباه إلى الثروات الموجودة في بلدنا وضرورة الحفاظ عليها، إضافة إلى دور الفنانين التشكيليين لتجسيدها في أعمالهم.
ولفت إلى أنَّه أنجز منحوتته من معدن الحديد واستطاع مسك أدواته والعمل على المعدن بطريقة خاصة به ليصل إلى النتيجة الحالية وكأنَّه يعمل بالصلصال، لكن المادة الخام معدن الحديد مرَّت بعمليات الطرق والثني واللحام والجلخ، ألبسها فوق حجر البازلت المأخوذ من أرض محافظة السويداء، وأحاطها بالحديد ليظهر أصالة البيوت القديمة وأبوابها لتعبِّر عن الحضارة الموجودة على أرضنا وكأنه يقول: تكون الأصالة حتى بين المنازل.
التالي