الثورة – فؤاد مسعد:
يقيم الاتحاد الوطني لطلبة سورية بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما فعالية «أيام السينما في الجامعة» خلال الفترة الواقعة بين 5 و 13 من الشهر الحالي، ويشارك فيها 14 فيلماً يميزها تنوع المشارب والمدارس السينمائية التي تنتمي إليها، وتُعرض على مدرج الباسل في كلية الهندسة المدنية بمعدل فيلمين يومياً، وتتراوح بين أفلام سورية وعربية وعالمية، وتتمثل المشاركة السينمائية السورية بثلاثة أفلام «الطريق، الظهر إلى الجدار، لآخر العمر». كما ستقام هذه الفعالية خلال الشهر الحالي أيضاً في كلّ من جامعتي تشرين وحلب .
شكّلت البيئة الريفية بكلّ ما فيها من دفء وتفاصيل تضج بالحياة الحاضن الأساسي لحكاية فيلم «الطريق» إخراج عبد اللطيف عبد الحميد وسيناريو مشترك بينه وبين عادل محمود وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، والذي يتناول قصة تحمل البساطة والعمق معاً وتعكس تطور علاقة الجد بحفيده عبر رحلة طويلة وشاقة ملؤها الإصرار وصولاً إلى شاطئ الأمان، فمن طفل يُطلق عليه لقب «غبي» إلى شاب يعتبر من أمهر الأطباء، هي قصة نجاح معشقة بالإرادة ومعرفة اختيار الطريق الأفضل .
عمد فيلم «الظهر إلى الجدار» سيناريو وإخراج أوس محمد وإنتاج المؤسسة العامة للسينما إلى الابتعاد عن رصد الحرب التي شنت على سورية بشكل مباشر مفضلاً تناول تداعياتها، مقدّماً شهادته حول انعكاساتها على المجتمع ، طارحاً حكاية إنسانية محورها شخصية قصي الدكتور الجامعي صاحب المبادئ الذي تغيرت حياته بعد اكتشافه أن صديقه منذ أيام الدراسة الذي انقطعت أخباره منذ سنوات يعاني من مشكلة كبيرة ، فتبدأ رحلة البحث لمعرفة حقيقة ما جرى وأين كان مختفياً وما الذي أدى به إلى ما هو عليه وبالتالي محاولة إنقاذه من الواقع الموجود فيه ، هي حكاية تلقي الضوء في أحد أوجهها على وجع مجتمع وما أفرزته الحرب من تحولات .
فيلم «لآخر العمر» إخراج باسل الخطيب وتأليف سامر محمد اسماعيل وإنتاج وزارة الإعلام، يتناول أحداثاً مستلهمة من قصة حقيقية مظهراً من خلالها تكامل العمل الإعلامي مع الانتصارات التي حققها بواسل الجيش والدور الفعّال الذي قام به الإعلام السوري في نقل أحداث المعارك ضد الإرهاب، تمّ فيه مزج الواقع بحرارته مع لحظات إنسانية غاية في العمق، فجاء معجوناً بروح وطنية مُشبعة بحب الأرض والتجذر بالمكان .