الثورة – همسة زغيب:
يحتل المسرح مكانة مهمة لدى الناس منذ القديم، ويهدف إلى تعزيز الشكل الفني في جميع أنحاء العالم، نحتفل بيوم المسرح بتنوع الثقافات واللغات التي تجتمع على خشبته لإثراء الجمهور بتجربة مميزة، وإيصال رسائل إيجابية بقوة وإلهام، حيث تقدم العروض المسرحية الحية وروح الفن التي تتجسد على خشبة المسرح.
يُذكّرنا يوم المسرح بقوة الكلمة وتأثير الأداء في تحفيز المشاعر وتوجيه الأفكار، وتجسيد قصص مختلفة تلامس قلوبنا وتعبر عن أعمق مشاعرنا وأحاسيسنا، وتطرح قضايا الشعوب وهمومهم ومشكلاتهم الاجتماعية، وتتم معالجتها من خلال العروض، وتنقسم هذه العروض إلى الجادة والكوميدية والتراجيدية والمونودرامية، حيث يبقى المسرح فناً خالداً ومرتبطاً بالشعوب، ومعززاً للقيم الإنسانية عبر الأجيال المتعاقبة.
في سياق ذلك أوضح الفنان التشكيلي والمخرج المسرحي طليع بحصاص أن المسرح من أوسع الفنون لأنه يجمع بين الشعر والغناء والرسم والنحت والتمثيل، لتقديم لوحة مسرحية حقيقية، توصل رسالة عن حياة الناس وتعبر عن قضايا الإنسان والواقع، لذلك للمسرح الدور الأكبر في بناء الثقافة وتحقيق الأهداف المنشودة من الخير والعدل والجمال والحب، فحب الناس يعتبر من أسمى العلاقات الإنسانية التي تبنى عليها المجتمعات، فالمسرحي الناجح يحمل قضايا المجتمع، ويكتب وجهة نظر الناس بطريقة شاملة، ومن أهم القضايا التي يتناولها المسرح العربي هي: الحرية، الظلم الاجتماعي، قضايا المرأة، التعليم في مقابل الجهل، والسلوكيات التي تضر بالمجتمع.
وأضاف الفنان بحصاص: إن العروض المسرحية المباشرة توفر تجربة فريدة، ويعيش الجمهور تفاصيل المشاهد، ويتفاعل مع الممثلين بشكل حقيقي، من خلال تعزيز الحوار الثقافي وتطوير مهارات الفنانين المسرحيين، وتحفيز الأجيال الجديدة على تقديم أعمال تعكس ثراء وتنوع المشهد الثقافي وتسليط الضوء على الجهود المبذولة لتعزيز هذا الفن العريق.
المسرح يؤسس لثقافة مجتمعية جديدة ويواكب تطورات المرحلة الزمنية سياسياً واقتصادياً، ومازال للمسرح الحي سحره الخاص مع تغيير طريقة تقديم العروض في ظل التطور التكنولوجي للوصول إلى جمهور أوسع، بعد انتشار البث المباشر عبر الإنترنت، وتقنيات الواقع الافتراضي، وخاصة في ظل التحديات التي يواجهها في عصر الذكاء الاصطناعي وما يفرزه من تقليص للإبداع الإنساني.