الثورة – رنا بدري سلوم:
لطالما كان الشعر ملاصقاً لهموم الإنسان بعيداً عن بيروقراطية السياسة، لكننا اليوم وفي المرحلة الجديدة التي تشهدها ولادة سوريا الحرّة، تصبح الكلمة الثائرة لصيقة الموقف تخرج من صمتها إلى العلن بوعي وحكمة ومباشرة لتحجز لنفسها مكانة في عقول من سمعها فتجيّش المشاعر وتلهب الأحاسيس.
ولعل ما شهدناه بالأمس القريب في كلمة وزير الثقافة محمد ياسين الصالح جاءت في العمق والوعي الكبيرين وهي تبشّر بمرحلة ثقافيّة طموحة، ولاسيما أنه الشاعر الذي عرف الكلمة ومعناها ودلالتها وهو الذي يقول عن دمشق “أمر باسمك إذ أخلو إلى نفسي كما يمر دمشقيّ بأندلسِ”.
وهو ما دعاني لأثير السؤال وأستنبط المغزى متوجهة للدكتور الناقد والشاعر عبد الله الشاهر للحديث عن الخطاب الشاعري والرسالة الواضحة في ثقافة تجمعنا، فيقول: إن وزير الثقافة شاعر وإعلامي قدير، لذلك ألقى كلمته شعراً الذي حفظناه عن ظهر قلب حين قال:
لقد صمنا عن الأفراح دهراً وأفطرنا على طبق الكرامة
فسجّل يا زمان النصر سجّل
دمشق لنا إلى يوم القيامة
ولنا هنا تعني عنده الجميع عرقاً وديناً ولوناً ومبتدأ ومنتهى، ويتابع الشاهر القول: على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وهو ما نتأمله من الشاعر الإعلامي والمثقف في مهمته المكلفة وزيراً للثقافة، فإننا نحتاج ثقافة مسؤولة تغير الفكر وتزيل القهر وتسعى لبناء مواطن صالح.
وعن تشكيل الحكومة فهي مبشّرة بالخير- بحسب الشاهر، لعلو سويّتها وكفاءتها، ووزرائها كفاءة علميّة وعمليّة، ونرجو أن تنعكس على سوريا خيراً ليعاد بهجتها وتألقها على جميع الأصعدة.
مضيفاً الشاهر: إن هذا التنوّع في تشكيل الحكومة وما تمتلكه من خبرات وبما تحمله من قدرات علميّة يجعلنا نشعر بأمل قريب في بناء سوريا التي تستحق منا كل خير.
خاتماً بالقول: تستحق الحكومة النجاح، وأن تعكس هذه الطاقات التي نمتلكها عملاً وفعلاً يؤدي إلى رفعة الوطن وعزّة المواطن، وهذه الحكومة وضمن هذه المواصفات أراها قادرة على الفعل وتحقيق ما نصبو له جميعاً في السلام والتطور والحريّة والازدهار.