يوماً ما…!

الثورة – سعاد زاهر:

تحركنا المشاعر، تنقضُّ علينا كحقيقة غير قابلة للنقض…
تمنحنا الاعتيادية ركوناً، بينما تخترقنا الأعياد كلمعة تهز أرواحنا، تجمعاتها ترشحنا لنتشارك الموائد ومقبلات بنكهة حياتية تجتاحنا بهجتها كلما كنا معاً، كأننا خلقنا للتو مبتهجين بلا عقد، تدهشنا أبسط المذاقات.
هل تتركنا الحياة نأخذ ما نشتهي من الأحبة…؟
هل تتركنا نقود الرحلة كما حلمنا…؟
أم أنها كموجة بحر، كلما شعرنا بهياجها وفكرنا بالاقتراب منها، اقتلعتنا من جذرونا، تاركة إيانا نتأرجح في أجواء لا ندري متى يحين أوان انتهاء رياحها، علَّ تلك الموجات تخفف ثقلها عنا، وتتحول إلى رذاذ يهدئ روعنا.
أحلامنا في العيد تحدثنا بلا حواجز، تزيح اختناقات دواخلنا، ولكنها في لحظة تأمل تبدو كمنسوب مياه انخفض وأصبحنا فارغين نتفقد الأحباب، من رحل، من بقي، من غاب بلا رجعة…؟
مولونوج داخلي لا يبارحنا في صباحات الأعياد، نتذكرهم بحنين يمتلئ بالأوجاع…
هل نلتقي يوماً، رغبة جارفة بالبكاء تثقل أيام العيد، نقف عاجزين كأننا لوحة تعبر عن بشاعة هذا الكون، وثقله، وتقلباته المجنونة…؟
لماذا لا يتركون لنا فرح العيد، افتتان الكون واخضراره، ويرحلون نحو عوالمه المهترئة، يتنشقون دخان المدن، وينشغلون بآلاتها الصدئة…؟
لماذا يجعلون اللحظات كأنها ندبة لا تنسى…؟
نقمع ما نريد ونشتهي، ونسافر عبر أحلام غيرنا، راجين أن نحقق لهم ما يريدون، وحين يمضي الزمن، نشعر أننا لم نكن يوماً نحن، و لم ننجح في إعطاء تطمينات للآخرين، بل تركناهم يستغربون كل هذا السور العبثي من الحماية، والمواعظ بلا طائل..
اليوم ونحن نقترب من الفرح، ما زلنا نحاصر بكل تلك الأفكار التي أيقنا يوماً، أنها الحقيقة، ووحدنا من نملكها، وسوف تنقذنا، إلى أن فوجئنا أننا صبرنا معهم على الشقاء، دون أن نتمكن من إزاحته، تشاركناه سوية، مجرد وقت مضى ثقيلاً، ترك أزمات لا تنسى.
كانت مساحتنا تضيق، وعجزنا يستمر، ومثاليتنا مفقودة، وعيوننا أنهكها البكاء..
رغم كل ما مضى.. رغم العجز والوجع، والعزلة والصمت، وتفكيرنا بما جرى
ما زلنا نحلم بيوم مختلف..
بوقت نشعر فيه أننا لم نفقدهم، أنهم لم يرحلوا..
أننا معاً..
يوماً ننسى فيه أن أمهاتنا رحلن إلى ربهم بلا عودة، وأننا منذ رحيلهم لم نعد كما كنا..
ننسى أن الأعياد وكرات المعمول، وأرغفة الخبز الشهية، وفنجان القهوة وكوب الحليب.. كلها باتت بلا مذاق في غيابهن.
مجرد أوعية وأطعمة نتهافت عليها، لنستمر غير آبهين سوى بلحظات أضعناها يوماً..
نتساءل.. هل تكتمل الموائد من دون أدعية الأمهات، حين نفتقد حضور الغياب، سيمر وقت طويل والأعياد تدق على أبوابنا بخفة خائفة أن تدخل وتنكس علينا المواجع والأحزان…!

آخر الأخبار
رفض الهجري للسلطة المركزية يعمّق الأزمة في السويداء ويثير تساؤلات حول البدائل المطروحة  توقف السرافيس في حلب يعيد رسم مشهد النقل "المالية" تعلن رفع الحد الأدنى المعفى من ضريبة الدخل على الرواتب والأجور مع تعذر إدخال كميات جديدة من الوقود..  "الاتصالات": الخدمات في السويداء ستبقى عرضة للانقطاعات  أكاديميو طرطوس لـ"الثورة":  سوريا الواحدة الموحَّدة أمانة في أعناقنا  المبعوثة البريطانية: تقرير التقصي حول أحداث الساحل رسالة بأن المحاسبة ستشمل جميع الجرائم  باراك: احتواء الأعمال العدائية في السويداء يتم بوقف العنف وحماية الأبرياء   بحث احتياجات المهجرين من السويداء مع "الأغذية العالمي" بدرعا سوريا تندّد بمنع دخول قافلة إنسانية إلى السويداء وتحذّر من تداعيات أمنية خطيرة داعم للأسر الريفية في طرطوس.. "تربية الأبقار" مشروع متناهي الصغر رويترز: شركات أميركية تعد خطة لإعادة تأسيس البنية التحتية للطاقة في سوريا من التسرّب إلى التسوّل.. حكايات ترقب بصيص النور في نفق الأمل تفقد مراكز إيواء المهجرين بالريف الشرقي في درعا استبدال وتوسيع مراكز تحويل كهرباء بالقنيطرة دعم المحاصيل وتحسين أنظمة الري في ريف سمعان بحلب آثار حلب تستعيد نحو 1000 قطعة أثرية ثمينة حلب تبسط تراخيص البناء لتمهيد الطريق أمام الإعمار تطوير خطة شاملة بحلب لإدارة النفايات وإعادة تدويرها جنرال إسرائيلي يؤكد أن إسرائيل في حالة ضبابية وتصدع داخلي إعادة التشجير.. أمل أخضر ينبت من رماد الحرائق