الثورة – لميس علي:
بسيره وفق خطّ درامي يتصاعد الحدث فيه، في كل حلقة أكثر من سابقتها، تمكّن مسلسل (تحت سابع أرض) من حصد متابعة لافتة تستند على عوامل عدة..
أهمها حضور النجم “تيم حسن” وقدرته على تجسيد شخصية “موسى الناجي” بأسلوبية محبّبة تقترب في لحظات من كونها خفيفة الظلّ، على الرغم من ظروفها التي تتناوب ما بين قسوة العيش حيناً ورخائه حيناً آخر..
وما بين الحاليين يبتكر “موسى” القدرة على مجاراة الحياة كيفما كانت.
تتلوّن الشخصية بلعب أدائي بات بصمة خاصة بالنجم “تيم حسن”..
حتى وإن كان قادراً على ابتكار حلولٍ لظهور أي شخصية يؤدّيها.. فإن حلوله أصبحت ذات “طبعة خاصة/ماركة مسجلة” تستند على ركائز محددة.. مثل أن يستخدم عبارات “ملغومة”، أو أن يستخرج من تلك الشخصية قراءته الخاصة جداً المعتمدة على حضور جسدي متمثلاً بحركات معينة، بنبرة صوت، وطريقة مشي.. وكلها عوامل يوظّفها لتجسيد الشخصية (من الداخل) وليس خارجياً فقط..
تماماً كما هو الحال في مسلسل (تحت سابع أرض) بتقديمه شخصية المقدّم “موسى” الذي صمت على تلاعب الحياة فيه، ليبدأ هو بالتلاعب بها بحنكة ومهارة عالية.. لدرجة تجذبنا طرائقه في صيد أهدافه حتى وإن كانت شريرة وقاسية..
وهي نقطة تحسب للسيناريو الذي جاء كتابة عمر أبو سعدة والإخراج للمتميز سامر البرقاوي.
والسؤال.. ما الذي يدفعنا ويشدّنا لمتابعة وصفة درامية نتعاطف فيها مع البطل مهما اتسعت دائرة شرّه وكبرت أخطاؤه..؟
الجواب يتمثل بكون شراكة تيم حسن وسامر البرقاوي، وحالياً عمر أبو سعدة الذي قدّم لهذه الشراكة ثلاثة نصوص إلى الآن، تشتغل على مبدأ صناعة البطل وفق الطريقة الهوليوودية..
البطل الذي يبدو على حق وإن كان على باطل، ذو الملامح الجميلة جذابة، المنتصر دائماً، الذكي الذي لا يقع في شباك عدوه إلا ليعود أقوى من قبل..
و”حسن” يمتلك كل هذه المقومات التي تستثمرها شركة (الصبّاح) بأفضل طريقة..
مع ملاحظة كون النص يسير بنباهةٍ في صنعه شخصية “البطل”.. بمعنى أن كلا “الأداء” و”النص” قدّما بطلاً، إلى حدّ ما، يتسم بملامح واقعية..
فلا مبالغة بخلق نموذج خارق.. وإن كان على الطريقة الهوليوودية.