الثورة _ ريم صالح:
وسط تردي الأوضاع الإنسانية في البلاد، واستمرار سقوط قتلى من المدنيين، تستمر الاشتباكات العنيفة في مناطق مختلفة من السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد انتهاء هدنة اليوم الواحد.
وأفادت وسائل إعلام اليوم الاثنين، بسماع دوي انفجارات عنيفة وتصاعد أعمدة الدخان شرقي أم درمان ووسطها، وتصاعدت أعمدة الدخان بكثافة لليوم الـ 5 على التوالي حول مخازن رئيسية للوقود جنوبي الخرطوم، على خلفية معارك عنيفة بين الجيش والدعم السريع حول مصنع اليرموك للصناعات الدفاعية.
وأعلنت مصادر عسكرية أن الجيش تمكن من الوصول إلى جسر الحلفايا الرابط بين الخرطوم بحري وأم درمان والتمركز في مدخله، ويأتي هذا التقدم عقب هجوم شنته القوات المسلحة عبر أكثر من محور، بعد نصف ساعة من انتهاء الهدنة.
وقال الجيش السوداني، اليوم الاثنين، إنه قتل المئات من عناصر «الدعم السريع» ودمر العشرات من الآليات العسكرية في عدة أحياء بالعاصمة الخرطوم، وهو ما نفته قوات الدعم مؤكدة أنها أوقعت خسائر فادحة في صفوف الجيش.
وقال الجيش السوداني في بيان، إن قواته نفذت أمس الأحد، عمليات تمشيط لـ «جيوب التمرد» في مناطق الرميلة وأبو حمامة حول منطقة الشجرة، ومنطقة جسر الحلفايا ومحلية الخرطوم بحري ومحلية شرق النيل.
وأضاف: «تكبد العدو خسائر فادحة تضمنت تدمير العشرات من الآليات العسكرية وقتل المئات وأسر عدد من المتمردين والمرتزقة الذين لاذوا بالفرار بعد أن تركوا قتلاهم وراءهم».
وأشار الجيش إلى أن جنود «الدعم السريع» أصبحوا «يرتدون الملابس المدنية ويستخدمون السيارات المدنية المنهوبة في كل تحركاتهم ويحتمون بمنازل المواطنين».
وأقر بسقوط عدد لم يحدده من القتلى وإصابة عدد آخر خلال المعارك الأخيرة مع قوات «الدعم السريع» بالخرطوم.
في غضون ذلك أدان بيان سعودي أمريكي الاشتباكات العنيفة التي أعقبت الهدنة، مؤكدا استعداد البلدين لاستئناف محادثات جدة حال إظهار طرفي الصراع في السودان التزامهما بإعلان جدة لحماية المدنيين.
من جهتها، أفادت غرفة طوارئ جنوب الحزام بالخرطوم، بأن 18 مدنيا قتلوا وأصيب آخرون يوم أمس الأحد، جراء تساقط قذائف مدفعية ثقيلة على أحياء الأزهري والسَلَمة، فور انتهاء هدنة اليوم الواحد.
وتزداد الأوضاع الإنسانية وحركة المدنيين تعقيدا ومأساوية جراء الاشتباكات المسلحة في السودان، في ظل نفاد الدواء والغذاء والمياه الصالحة للشرب، مع تفشي موجات غلاء في جميع أسعار الاحتياجات اليومية الأساسية.
كما يواجه مرضى الكلى معاناة صحية مستمرة جراء توقف جميع وحدات غسيل الكلى بالخرطوم، باستثناء واحدة تعمل بمشفى سوبا، والتي تعمل لمدة 4 ساعات فقط خلال اليوم.
