الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي قال القائد المؤسس حافظ الأسد: إن العالم يمر بمتغيرات وهزات لا أحد يدري متى تستقر ..وكان يقرأ الانهيار على أنه حالة عابرة، ولا بد أن روسيا سوف تستعيد مكانتها وهذا لن يكون دون مقاومة من الغرب .
وعلى مثل هذه الرؤيا الاستراتيجية كان صموئيل هنتغتون يعمل على نظرية صراع الثقافات وخلص إلى أن الغرب لم ولن يتخلى عن المركزية التي حققها طبعاً بغض النظر عن أنها مركزية مهيمنة غير عادلة ..لكنها تتحكم بالعالم في كل شيء..
سياسة ثقافة اقتصاد .. ..وقد حققت له الكثير مما يريد ..
اليوم بدأت معالم الصدع والاهتزازات والمتغيرات التي تحدث عنها القائد المؤسس حافظ الأسد بدأت تعطي ثمارها..بعد أن نضجت وصحا العالم من هول الصدمة التي كانت..وأي متغيرات لايمكن أن تكون عميقة إلا إذا كانت مبنية على قيم العدالة والعطاء والكرامة وهذا من جوهر الثقافات والإرث الحضاري ..إنه صراع ثقافي وحضاري لابد أن ينتهي بسيادة ثقافة المساواة والعطاء والتفاعل …..
وهنا يأتي دور الفكر والثقافة وصناع الرؤى الذين قد لا يكونون في مقدمة الأحداث بل هم المحرك الأساس الذي على عمق قدرته على الإنجاز الفكري والتواصل مع المجتمع تقوم رؤاه ..
العدد 1148 – 20-6-2023