أثارت زاويتي الأسبوعية التي نشرتها تحت عنوان (تعصب فني أعمى) بعض الردود المتسرعة الناتجة عن سوء فهم بعض العبارات الواردة فيها، وخاصة العبارة التي قلت فيها إن اللوحة الواقعية لا تحتاج إلى ثقافة من المتلقي، ويمكن لأمي لا يعرف القراءة والكتابة أن يعجب بها، بخلاف اللوحة الحديثة التي تحتاج إلى ثقافة فنية من المتلقي .. ومن يقرأ الزاوية بشكل جيد يدرك أنني قصدت الأعمال الواقعية التجارية، ولم أقصد الأعمال الواقعية التي فيها لمسات فنية عفوية ( علماً أن التعقيبات السلبية جاءت من فنانين (تتفاوت أعمالهم بين الواقعية والانطباعية) وبالتالي فهم خارج إطار الأعمال التسجيلية التجارية التي عنيتها.
ومن يفتح رابط المقالة يجد أنني لم أقل إن الواقعية تفتقر للثقافة أو تتعارض مع الثقافة، كما تم تحريف كلامي من قبل البعض، وبالمختصر المفيد: أنا قلت إن الأمي يمكن أن يعجب باللوحة الواقعية .. وحين أقول بأنها لا تحتاج لثقافة من المتلقي فهذا لا يعني أن كل المتلقين في مستوى ثقافي واحد، وأنا لا أعمم ، ومن غير المقبول أو المعقول أن نقول إن كل الفنانين الواقعيين بلا ثقافة، وكل المحدثين مثقفون .. وبالمناسبة أحد الفنانين الشباب المحدثين سألني مرة: ماذا تقصد بعبارة (عفوية لونية) فهل هذا يعرف أبسط مبادىء اللغة الفنية الحديثة .. ومن يتصفح أسماء المعجبين بالزاوية يجد بينهم نقاداً وفنانين وأساتذة أكاديميين في كليات الفنون (من ضمنهم أستاذ الأساتذة الفنان والناقد الكبير فيصل سلطان) ..
والمفارقة الصارخة أن أتهم بأنني أحارب الواقعية، من فنانين خصصت لهم مساحات لأعمالهم الواقعية في كتابي النقدي والموسوعي، وبالتالي كنت ولا أزال أقيم التجارب الواقعية والتجريدية بنفس درجة الحياد ـ على حد قول الفنان والناقد الكبير أسعد عرابي في كلمته المنشورة في مقدمة كتابي الموسوعي والنقدي والمرجعي، وهذه الإشارة واردة في زاويتي المذكورة.
السابق
التالي