الثورة – ميساء الجردي – مريم ابراهيم:
ناقش اليوم خبراء وأكاديميون من وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والتربية المخرجات العشرة من الخطة الإستراتيجية لتحويل التعليم العالي بكافة أشكاله من حيث أنشطتها ومؤشرات أدائها والزمن المتوقع لتنفيذها ومستلزماتها وذلك ضمن ورشة العمل التي تقيمها الوزارتان بالتعاون مع شبكة الآغا خان للتنمية بهدف الوصول إلى إقرار الخطة المعدلة وتوقيعها رسمياً من الجهتين، وتحديد معايير الجودة والاعتمادية في الوصول إلى الخريج المطلوب.
تأتي الورشة التي بدأت فعالياتها اليوم تنفيذاً لتوصيات قمة تحويل التعليم المنعقدة في نيويورك في الفترة ١٦ – ١٩ أيلول لعام ٢٠٢٢ بتعزيز الانسجام بين متطلبات العملية التربوية من كافة المعلمين ومهاراتهم من جهة والإعداد الأكاديمي للمعلمين في المرحلة الجامعية من جهة ثانية، وضرورة وضع خطة عمل مشتركة للتعاون التربوي تهدف إلى تحقيق المواءمة والتوافق بين المراحل التعليمية ما قبل الجامعي وما بعدها.
الدكتور بسام إبراهيم وزير التعليم العالي والبحث العلمي أكد خلال الورشة على أهمية التشاركية بين الوزارتين لتطبيق التحويل في التعليم وتحقيق التحول الرقمي والتنمية المستدامة، وأهمية هذه الورشة لاعتماد الإستراتيجية المعدلة وتنفيذ بنودها بما يلبي متطلبات سوق العمل مبيناً أن ورشة اليوم استكمالاً لورشة تحويل التعليم المنعقدة بتاريخ ٢٦/ ١/ ٢٠٢٣ من أجل الوصول إلى منظومة تعليمية ذات جودة ونوعية مناسبة لمتطلبات التنمية والثورة الرقمية.
وأوضح أنه رغم العقوبات والحصار المفروض على سورية لايزال التعليم العالي متاحاً للجميع برسوم رمزية، وهذا يوجب علينا التركيز على الخطط الدراسية وتحفيز الإبداع والاختراع والتأهيل والتدريب المستمر بما يواكب التطور والتقدم التكنولوجي في وزارة التعليم العالي، مشيراً إلى الاستبيان الذي أقيم في الجامعات السورية لطلاب السنة الرابعة والخامسة حول سوق العمل والتي شمل ٥٣٠٠ طالب وطالبة وكانت النتيجة ٧٢% منهم يرغبون بالتوظيف في وزارة التربية، ٧٤ % منهم من الطالبات.
ونوَّه الوزير إلى وجود ٢٠٠ ألف طالب جامعي في الكليات المرتبطة بوزارة التربية ويتخرج بشكل سنوي حوالي ٢٠ ألف طالب ولهذا تم القيام بدراسة إحصائية لمعرفة حاجة قطاع وزارة التربية من هذه المخرجات وهذه الدراسة ستصدر قريباً ولها دور في اختبارات القبول الجامعي.
وزير التربية الدكتور دارم طباع أكد على الاهتمام الكبير الذي يقدم لقطاع التعليم في سورية فهناك أربعة ملايين طالب في المدارس كل عام لجميع المراحل التعليمية ، وأكثر من ٦٠٠ ألف طالب يتقدمون لامتحانات الشهادات بما فيها الثانوية بفروعها العلمية والأدبية والمهنية والشرعية والتعليم الأساسي، وهناك عبء كبير في استيعابهم، مع الكثير من العمل المضني والجهد الكبير الذي تقوم به جميع الكوادر التعليمية والتربوية، فالمنتج التعليمي أهم منتج وسورية التزمت التحويل في التعليم وشاركت في قمة التحويل للتعليم وسيعقد لاحقاً المؤتمر العام لليونسكو تقدم فيه سورية ورقة عمل ناجحة في إعداد إستراتيجية وطنية للتحويل للتعليم بالتعاون مع التعليم العالي وبمشاركة الشارع التربوي والتعليمي بجميع أطيافه من مدارس وجامعات ليكون هناك خطة وطنية متكاملة في هذا الشأن.
ولفت لأهمية هيئة التميز والإبداع التي تضم نخبة الطلاب المتميزين والمبدعين في مدارسهم وهي مهمة جداً ويشرف عليها خيرة أساتذة التعليم العالي وطلابها هم رسل التطوير ويشاركون بفعاليات الأولمبياد في اختصاصاته العلمية المختلفة، حيث توجد خطة لجميع المواد وفي كل مادة مع التعاون المستمر مع التعليم العالي، مشيراً لأهمية الورشة التي تأتي ضمن اهتمامات الوزارة لوضع الإستراتيجية العامة للعمل المشترك بين الوزارتين مع تأكيد دور المنظمات والاتحادات بما فيها الطلائع والشبيبة والمعلمين لما لهم من دور مهم في الوصول لإستراتيجية متكاملة في هذا الشأن.
فادي يرقة مستشار أول للتربية في مكتب اليونسكو بيّن أهمية موضوع الورشة ضمن موضوع تحويل التعليم عن طريق المعلمين، كما أن سورية شاركت بقمة تحويل التعليم والاستشارات الوطنية وتحويل التعليم، حيث الدور الهام للمعلمين في أدائهم في المدارس رغم جميع الظروف، فجودة التعليم مهمة في العصر الحالي وهي أساس التنمية المستدامة، ولكي يكون التعليم عالي الجودة يجب أن يكون تحويلياً، مع أهمية العمل على التفاعل داخل قاعة الصف والتعاون مع أولياء الأمور لتوفير بيئة تعليمية آمنة وتطوير الكفاءات الأساسية للكوادر وتأهيل التعليم ليحقق الهدف المنشود في تحويل التعليم.
من جانبه بيَّن غضفان عجوب الممثل المقيم لمؤسسة الآغا خان للتنمية أن دعمهم لهذه الإستراتيجية يأتي ضمن خطتهم في دعم التعليم في سورية كونه أحد أهم روافد التنمية، كما أن هذه الورشة استكمالاً لورشة العمل حول التحول في التعليم بالتعاون بين الوزارتين المختصتين بهذا الهدف.
وأشار عجوب إلى عدة برامج تهتم بالتربية والى مساهمتهم المستقبلية في افتتاح مراكز في بعض الجامعات والمدارس تركزت مداخلات الحضور حول ضرورة السعي إلى تعليم يواكب الثورة التقانية وسن تشريعات وأنظمة داعمة لتوفير الفرص المساعدة على تحقيق مبدأ التعلم مدى الحياة وجعله حقاً لكل مواطن وتأمين التمويل اللازم لتجهيز البنية التحتية المساعدة على ذلك وتأمين طرائق تدريس تواكب التطور الرقمي والمجتمعي وإعادة هيكلة البنية التحتية للمدارس والجامعات وكل ما يتعلق بالكيان التعليمي، وإحداث كيانات جديدة تتناسب والتطور التقاني العالمي من مدارس وجامعات وجمعيات إلكترونية وتعزيز إمكانيات الكفايات التدريسية واستخدام الآليات التقانية الحديثة في التعليم.
مداخلات ورشة العمل لفتت إلى أهمية تطبيق تعدد المسارات العلمية للتعليم الثانوي وألا يقتصر على فروع العلمي والأدبي وتوجيه الطلاب إلى المسارات التي تتناسب مع ميولهم، إضافة إلى ضرورة إنشاء مراكز التدريب والتأهيل المختصة، وتوظيف واستثمار تقنيات التعليم والوسائل التقنية بشكل فعال وربطها بحاجات التنمية.