حين وضع الكاتب الأميركي هنتنغتون كتابه 🙁 صراع الحضارات) ثمة من وجد الأمر مناسباً ليتحدث عن اشتباك بين حضارات متعددة يخرج بذلك العدوان الغربي من قفص الاتهام ليجعل المعادلة بين طرفين أو عدة أطراف بمعنى آخر كأن الأمر متكافيء بين الجميع وليس الغرب من يقوم بالعدوان على شعوب العالم وقيمها وحضارتها .
الحضارة لا تقاس بما لديك من إنجازات مادية في مختلف المجالات بل في شكلها الأساسي هي الثقافة والقيم واحترام العقائد والعمل بروح الإنسانية مع الآخر.
ما جرى من اعتداء على معتقدات ملايين المسلمين ليس حرية فردية ولا هو اختيار فردي بل عدوان موصوف تمتد جذوره في النزعة العدوانية التي يغذيها التطرّف والحقد وتدفع نحو مسارات لا يمكن التنبؤ بما تصل إليه..
من جديد على العالم كله وضع الضوابط القيمية موضع النقاش والعمل على صوغ ميثاق يحرم مثل هذه الجرائم التي كما أسلفنا لها عواقب وخيمة وهي ليست حالات معزولة ،بل إن الصمت تجاهها يرسم مسارات لا يمكن السيطرة عليها .
باختصار : إنها همجية أخلاقية وانحطاط يسم المجتمع الذي يمارسه ويسكت عنه والانحطاط مهما كان تطوره التقني .