الملحق الثقافي- سعاد زاهر:
وأنت تمدح رواية لا تستحق، عملاً مسرحياً مهترئ، فيلماً لا يرقى إلى أدنى مستويات السينما المميزة…
كلها نوع من أنواع الفساد الثقافي، وبالطبع للفساد الثقافي مستويات ولكنها طالما تختص بالفكر والثقافة والروح فهي خطيرة جداً، لأنها تهيئ على انقلاب المعايير والقيم الجوهرية، وخلق وعي زائف…
إن غياب النقد يساعد في انتشار ظاهرة الفساد الثقافي، وكلنا نلاحظ حالياً إلى أي مدى يغيب النقد عن حياتنا، ليحل بديلاً منه، المدح والإعجاب الزائف.
مع استمرارية غياب الأسس التي يمكنها أن تعرقل الفساد الثقافي يخشى أن تتنامى البيئة المحتضنة التي تسهل ارتكابه دون أدنى صد، إضافة إلى مناخ سائد يعزز لدى مرتكبيه الشعور بالتفوق الكاذب حين ينشرون رواية على سبيل المثال ذات مستوى متدن ومع ذلك تجد من يهلل لها.
إن لانتشار الفساد الثقافي مخاطر عديدة من أبرزها ضعف الالتزام الأخلاقي الأمر الذي يهيئ لغياب المسؤولية وتلاشي قيم العمل ويخلق نوعاً من الصراع الثقافي الأجوف بين نتاجات لا تمتلك مقومات الإبداع ومع ذلك تتربع على الساحة الأدبية كأنها إبداع خالص.
كلها عوامل تهيئ على طغيان السطحي وانطواء المبدع الحقيقي، وعندما يبدأ الخلل الثقافي في التسرب تتأثر سلوكيات ذهنية الأفراد، الأمر الذي يؤثر على البعد الحضاري والثقافي، وتصبح القيم غير فاعلة بل يمكن أن تخلق قيماً معاكسة تشجع على انتشار وتعميم الفساد في نواح أخرى، إن لم يحاصر بشتى الوسائل الرادعة سواء أكانت قانونية أم تربوية أم تعليمية….
العدد 1154 – 8-8-2023