يمن سليمان عباس:
منذ أكثر من عقد من الزمن وفي ضاحية سكنية كانت قريبة من حارتنا الشعبية قبل أن ننتقل إليها بادر رئيس بلدية سابق إلى خطوة لم نكن نعتقد أنها سوف تنجح إذ عمد غرس مئات من أشجار الزيتون بدلا من شجر الزينة المسمى فلفل) كل من كان يرى ذلك تساءل:هل تنجح التجربة وهل هذه الأرض شبه الرملية مناسبة لغرس الزيتون ولماذا على الأرصفة؟
دارت الأيام وانتقلنا إلى هذه الضاحية أمر لا يصدق عشرات ربما مئة أو أكثر من أشجار الزيتون التي غرست أصبحت كبيرة نمت وأعطت ثمارها كل عام تحمل زيتونا لا تعترف بالمعاومة لا أحد يسقيها ابدا ثمة أشجار قريبة من بعض البيوت يهتمون بها وحمايتها من عبث الأولاد ويجنون منها محصولا جيدا ومن باب الطرافة أن الأولاد أيضا الذين كانوا يعمدون إلى تخريب بعضها صاروا يهتمون بها لأنهم يبادرون كل عام إلى قطف حباتها وبيعها.
التجربة رائعة ومهمة ومشجعة ثمة مساحات واسعة من الأراضي التي تم تخصيصها على أنها حدائق ما زالت مهملة لا أحد يهتم بها ومثالها ضاحية الثامن من آذار حيث التجربة نجحت ولكن المساحات الجرداء الباقية دون اهتمام من البلدية يمكن أن تستوعب مئات الغراس من الزيتون فلماذا تعمد جهة ما إلى مثل ذلك ورعايتها والاهتمام بها ولتعمم التجربة بكل مكان قابل للزراعة.
كثيرة هي الأشجار المثمرة التي يمكن أن تكون بديلا عن أشجار الزينة التي نراها وبعضها كما تشير الدراسات يسبب جفاف التربة كما أشجار الكينا. لنعمل على استثمار هذه المساحات ولتكن تحت رعايتنا من خلال تجربة تشاركية بين الإدارة والمجتمع المحلي.
وهذه الظاهرة موجودة في معظم دول العالم تزرع الأشجار المثمرة بدلا من غيرها ويتعهدها الجميع بالرعاية. ولابد من الإشارة إلى أن اهل الريف السوري فعلوا ذلك منذ قرن من الزمن.