خطوة تأخرت، ولكن أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل، فقد جاء قرار اتحاد كرة القدم باعتماد مسابقة دوري الأولمبي في نسخته الأولى بداية من موسم 2023/2024 لأندية الدوري الممتاز متأخراً بعد مطالبات جماهيرية كثيفة، استمرت لأعوام، بعدما أثبتت التجربة نجاحاً هائلاً في الدوريات العربية والأجنبية.
لا ندري لماذا نتأخر في اللحاق بركب التجارب الناجحة، ولا نستطيع منذ الآن وقبل بدء الدوري – التجربة أن نحكم بأخطاء ستقع، ولو أننا ليس كمراقبين مختصين فقط بل وحتى كمهتمين لا نشعر بتفاؤل كبير، ليس لأننا تعودنا على التشاؤم، بل لأننا تعودنا أن لا نرى تجربة كاملة النجاح وتسر الخاطر.
يجب القول إن التجربة المتأخرة شديدة الأهمية لأنها ستشكل فريقاً ثانياً يدعم الفريق الأول، بإيجاد العناصر البديلة في حالة إصابة الأساسيين أو إراحتهم للمشاركة في دوري المحترفين، كما أنها تمنح المدربين إمكانية اختيار العدد الأكبر من اللاعبين الذين بمثابة دكة احتياط جاهزة لسد أي ثغرة في حال إصابة لاعب أو خروجه لأي سبب.
ثمة حقيقة أخرى وهي أن هناك لاعبين جيدين لا يحصلون على فرصتهم الحقيقية مع الفريق الأول في الدوري الممتاز ، فإما أن يتوقفوا تماماً عن اللعب ويسلكوا اتجاهاً آخر في الحياة لإعالة أنفسهم، أو يبحثوا عن فرصة للعب في دوري الدرجة الأولى، وهذا الأمر صعب كون هذه المسابقة لا تحظى بأي نوع من التسويق ولا بأي نوع من الدعم لا حكومي ولا خاص.
لا يتناقش اثنان في أهمية الأولمبي وأن قراره تأخر، فهو يعني مستقبل أجيال كاملة قادمة وبالتالي مستقبل كرة القدم، ولو تشاءمنا بسبب وجود معوقات مثل أن ملاعبنا بالكاد تمرر دورياً غير مقنع ولا يمكنها تحمل (كماليات) وأن دورينا الأول أصلاً لا يملك ساعة بيولوجية صحيحة، و و و …الخ إلا أن البدء بالتجربة على علاتها أفضل بألف مرة من تأجيلها أكثر من هذا، والخطوة الأهم طبعاً هي الدعم المالي وإيجاد الموارد الكافية لتقديم المكافآت المالية والعينية للاعبين وهو الأمر الأهم لتحفيز صغار السن، كما يلعب الجانب الإعلامي دوراً شديد الأهمية إذا استطعنا نقل بعض المباريات ولو على مواقع الأندية وصفحاتها، والاهتمام بالجانب النفسي شديد الحساسية في هذه السن.
كل ما نقوله إن التجربة يجب أن تحظى بالاهتمام أولاً وألا تؤثر على دوري المحترفين ثانياً وألا تشكل لنا إحباطاً يستدعي مراجعتها ثالثاً، وكل هذا سننجح فيها إذا كنا مستعدين ومارسنا جهداً مخلصاً وكافياً، فإذا كانت الخطوة قد تأخرت فنأمل أن نكون قد أعددنا لها بشكل جيد، ولم يعد ثمة وقت للإعداد، فالمسابقة على الأبواب والسؤال الملح الذي قد تلغي الإجابة عليه كل تشاؤمنا، هو هل زرعنا كي نحصد؟ لنأمل هذا.