الثورة – لميس علي:
مثّلت الحلقة (٢٥) من مسلسل (كريستال) ذروة رومانسية ضمن أحداث العمل، ولاقت تفاعلاً ملحوظاً على السوشال ميديا.. وتلتها الحلقتان (29،30)..
في مجموع هذه الحلقات شهد المتابعون تفاصيل عاطفية سعيدة، خرافية بمدى خيالها، جمعت ما بين بطل العمل (جواد، محمود نصر) وبطلته (فاي، ستيفاني عطا الله)
بالنسبة للمتابعين.. أو بالنسبة لنا..
فنحن ندرك أنها حكايات تُقدّم لنا في السنوات الثلاث الأخيرة على هيئة أعمال منقولة عن أصل غير عربي «تركي»، تلعب على وتر العاطفة وتظهير ثنائية رومانسية بدأت على ما يبدو تنافس تلك الصورة النمطية للبطل (الرومانسي الهوليوودي) في هذه المنطقة الجغرافية تحديداً..
فما هذا التناقض الذي نحياه بين انجرارنا لمتابعتها، ونقدنا إياها..؟
وماذا عن تلك الآلية التي يتمّ من خلالها تسريبها إلينا.. والعقلية «الخفية» الكائنة خلفها..؟
لوهلة.. كمتابع/متابعة، وعلى سبيل الدعابة، تقارن ما بينها وبين نموذج البطل الرومانسي الهوليوودي..
وبخفّة نتساءل: ألم يكن ليكفينا هذا النموذج، مثل (ريتشارد غير، وبراد بيت، وغيرهما) حتى يأتي نموذج آخر قائم تماماً على تخدير الوعي..؟
السمة الأساسية للأعمال المعرّبة أنها تمتلئ بنماذج لثنائيات رومانسية مثل: (فارس وثريا، عروس بيروت)، (فرح وريان، ع الحلوة والمرة)، والآن (جواد وفاي، كريستال) وهؤلاء يمثلون هيئة الشريك العاطفي وفق أجمل تصوّر..
وكلّما تصاعدت جماليات هذا الشريك كانت متابعتنا لها، أي للأعمال، أكبر، وبالتالي حصدت نجاحاً أكبر..
في ظل الواقع المرّ والذي لا يوصف ومع ذلك نحياه.. ما صلة الوصل بيننا وبين هذه الأعمال..؟
الجواب لمتعمّقٍ سيكون هي كل الصلة.. وفيها كل الصلة..
لأنها تنخر في منطقة الخراب المسكوت عنها واقعياً.. فنلجأ إليها لتنظيف هالات البشاعة المحيطة حتى لو كان جمال هذه الأعمال بصرياً فقط أو حتى زائفاً.
البعض لربما يبرر فيقول إنها من مدرسة الفن للفن.. أو ليس من الضروري أن تكون كل الأعمال ناطقة بلسان حال واقعنا «المحلّي».. لهذا تذهب هذه النوعية بعيداً في تصوير واقع أقرب ما يكون للخيال (برومانسيته) سارداً تفاصيل لا تحدث إلا خيالاً.. قبالة واقع هو فاقع بمدى حدوث «البشع والموجع» فيه.. كل ذلك تبتعد عنه هذه الأعمال وكأنها تذهب إلى الضفة المقابلة لعيشنا..
منتهى الذكاء يتمثل بعقلية المنتج.. وكل الدهاء أن تكون هذه الأعمال استثماراً لواقعنا المرّ..؟
كيف ذلك..؟
عن طريق عكسه.. لا أكثر..
