سلوى إسماعيل الديب
يرحل المبدعون جسداً وتبقى أعمالهم تسطر إنجازاتهم بأحرف من نور، تحكي قصة إبداعهم ومسيرة فنهم وعلى نفس الطريق، قام اتحاد الكتاب العرب النادي الثقافي الشبابي في حمص بتقديم تحية لروح الأديب محمد بري العواني في ذكرى مرور ثلاثة أعوام على رحيله ليسلط عدد من الأدباء الضوء على مسيرته وأدبه وفنه.
وأشارت الأديبة رئيسة فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب أميمة إبراهيم لعمق العلاقة مع الراحل التي تمتد لأربعين عاماً كان الراحل صديقاً وأخاً ومعلماً خلال مسيرتهم في فرع طلائع البعث والأدب وخلال جولاتهم التي قاموا بها على المحافظات.
تقول أميمة إبراهيم:
بيننا حجارة سوداء غنت لوقع خطواتنا آيات وتراتيل وأصوات نواقيس كنيسة.
ومن بين العبرات صدحت كلمات صادقة من قلب الأديب والمسرحي تمام العواني: لطالما حثثته للانتقال لدمشق لما فيها من أفق أوسع، فمن يمتلك أقل منه تجربة ومعرفة وصلوا للقمة لكنه كان يجيب: لن أغادر هذه المدينة هناك أمانة في عنقي دوحة الميماس. التي تربى الراحل فيها عاش معها.
أما الأديبة غادة اليوسف فقد أخذت على نفسها بعد رحيله بأن لا تصعد المنبر إلا حين تكتب للراحل قصيدة قالت فيها: برّيّةُ الله
لا برّيّة البشرِ/ لنا الرحابات فيما نرجو من وطَر
ضاقت بنا الأرض فاخترنا المداد مدى/حتى شققنا قميص الضيق والكدرِ
أما صديقه الدكتور غسان لافي طعمة فرثاه بقصيدة بعنوان «عصفور الرمان» قال فيها:
في دوحة الميماس ربات الفنون /وكل عصفور يدغدغ حلمه غصن رطيب
لكن عصفور العواني كان يعشق دوحة/ويرى على أغصانها ثمراً يطيب
لمس الكمان فبرعمت أوتاره/ وانساب بوحاً من رهافته يذوب
كان من المشاركين صديق الراحل بري الدكتور الجامعي وحيد قسطون الذي نعاه بقصيدة وتحدث عن مناقبه.
وتناول الإعلامي المسرحي محمد خير كيلاني تجربته مع الراحل، أثره في مسيرته المهنية ودخوله الفرقة المسرحية في مديرية ثقافة حمص، شارك الراحل بعملين مسرحيين بعنوان «حلم في محطة القطار» و»قارقوش»، كانت يربطه بالراحل صداقة متينة.
شارك من النادي الثقافي الشبابي عضو النادي الثقافي الدكتورة آلاء دياب تحدثت عن مسيرة الراحل وأدبه، ثم تناولت الشابة ساره سعد الجانب الإنساني في حياة الراحل الذي يطغى على حياته، وإنسانيته مع الطفل ومع الغريب والقريب، اختبرت سعد بوجودها في النادي مع الراحل الكثير من المعارف الإنسانية وتعلمت منه أساسيات القيادة والروح القيادية.
أما المعيدة في كلية الآداب في جامعة البعث رنا قادر الحائزة على رسالة الماجستير عن الأسلوب في الأدب لمحمد بري العواني، فأشارت لتحويله النص الدرامي إلى نص غنائي شعري مما جعله متفرداً..
واختتم الحفل بتقديم مجموعة أغانٍ من الفن الخالد لفرقة الميماس بصوت الفنان وجيه الحافظ وإدارة وجيه شرفلي وعلى الرق رائد العواني
وأخيراً: الراحل محمد بري العواني كاتب وأديب وباحث وموسيقي ومخرج مسرحي وعضو جمعية أدب الأطفال في اتحاد الكتّاب العرب ورئيس نادي دوحة الميماس للموسيقا والتمثيل، ولد في مدينة حمص عام 1948، حصل على إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق، عمل مدرساً ومخرجاً مسرحياً في اتحاد شبيبة الثورة وفرع طلائع البعث ومديرية الثقافة في حمص، شارك في المهرجانات السورية والعربية كاتباً ومخرجاً ومحكماً مسرحياً وموسيقياً.
انتسب لنادي دوحة الميماس للموسيقا والتمثيل عام 1965، ثم ترأسه لاحقاً، فاز بجوائز سورية وعربية، وأنجز دراسات في مجال المسرح والموسيقا والشعر.
صدر له العديد من مسرحيات الأطفال وكتب عديدة مهمة منها: داود قسطنطين الخوري، سيرة قصصية، القوس والوتر، دراسة في علاقة الشعر بالموسيقا، أبو خليل القباني.. ريادة التجاوز، عصفور الرمَّان، مراد السباعي، والعديد من الدراسات في أدب ومسرح الأطفال..