رفاه الدروبي
اعتلى كلٌّ من المخرجين سهير سرميني ووليد درويش منصة المركز الثقافي العربي في أبو رمانة بندوة «شخصية وقضية» إدارة دفة الحوار كانت من قبل الشاعرة قتادة الزبيدي بحضور كبير مذيعي سورية محمد قطان.
استهلت الزبيدي الندوة متحدثة عن المخرجة سهير سرميني ملوِّنةً فنونها الإخراجية بألوان إنسانية، وركَّزت على دور المرأة وضرورة تمكينها ودعمها واستقلالها المادي وأهمية تسليحها بالعلم والمعرفة كي تصنع حياتها كما تريد وتكون فاعلة ومؤثِّرة في مجتمعها.
نصيب
المخرجة السرميني أشارت إلى توجهها لدراسة الإخراج بعد تخرُّجها في كلية الهندسة المعمارية فكان لها نصيب في التلفزة السورية لشغل إدارة القناة الأرضية والفضائية وإحداثها تغييراً جذرياً في البرامج فكان عددها ٢٤ برنامجاً واتبعتها بتغييرات في الدورات البرامجية الجديدة إضافة إلى تدريب الفئات العمرية الشابة ومشاركة المذيعين إلى جانب المذيعات في الفترة الصباحية بعد أن كانت مقتصرة على المذيعات.
كما لفتت بأنَّ تكليفها بإدارة العمل لايكون تشريفاً لها بل اعتبرته تأدية واجب ألقى على عاتقها وكان عليها بذل الجهد لتقديم أفضل مالديها ووضع كامل إمكانياتها لترك بصمة، مُنوِّهة بأنَّها جمعت بين الهندسة والإخراج بإحداثها الاستوديو الزجاجي المطل على ساحة الأمويين حيث أشرفت عليه معمارياً وإخراجياً لتدع المتلقي يشاهد حركة السيارات، ومكَّنت فريق العمل من التحرُّك والانتقال من ركن لآخر بسهولة ويسر.
ثم أردفت المهندسة سهير متحدثة عن تأثيرها بأسرتها فقالت: إن لكلّ إنسان بصمة يصنع نفسه ويمكنه الاستفادة من تجارب غيره لكن الأهم تثقيف النفس والتدريب المستمر للوصول إلى أعلى مراحل النجاح، مُبيِّنةً أنَّ فيلمها «عرائس السكر» ترك أثراً إنسانياً لدى المتلقي بحيث عكس حالة مصابي متلازمة داون سيروم ومعاناتهم من كل الجوانب فظهر الفيلم إلى النور ليكون من ضمن الأفلام المهمة على مستوى الوطن العربي.
قضية إنسانية
ثم ذكرت المهندسة سهير أنَّ العمل يتناول بين ثنايا أحداثه قضية إنسانية مهمة وصعبة لفتاة مصابة به وخصَّت بالذكر تجربتها مع شقيقتها بعد أن خبرت نظرة المجتمع تجاه المصابين وكان واجباً عليها تسليط الضوء عليهم ولم تستطع مشاركة أختها في العمل بسبب اختلاف درجة الإصابة والقدرات بين المصاببن فأدَّت «مروة الجابي» الدور لتقوم الممثلة القديرة سلمى المصري بدور الأم، مُبيِّنةً أنَّها أثناء تحضيرها للعمل قضت مع «مروة» أوقات طويلة للتدريب على الأداء إلى جانب مرشدة من المدرسة لتحفيظها الحوار من السيناريو المكتوب بجمل قصيرة سهلة لكن النتائج أثبتت عدم تجاوب» مروة» وتلقينها إلا من قبل المخرجة لأنَّها كانت أكثر قرباً منها حيث خبرت الإصابة وعرفت كيف تتعامل معها ما أدى إلى توافق روحي بينهما، مُشيرةً إلى اضطرارها لإعادة أحد المشاهد ثلاثين مرة للحصول على لقطة للحالة المبتغاة، لافتة بأنَّ الفيلم طرح قضايا مهمة وخاصة لدى فقدان الراعي للمصابين داون سيروم، متسائلة عن مصيرهم عندما يغيب الراعي المسؤول عليهم ، طارحة من خلاله رسالة مجتمعية عن وضعهم بهدف سنِّ القوانين وتعديل السابقة منها.
ذات تأثير
واعتبرت بأنَّ الدراما كانت ذات تأثير في تعديل القوانين فالمسلسلات المصرية تناولت قانون الأحوال الشخصية مسلطة الضوء على حرمان الأم من حضانة أولادها عندما تكون مطلقة وتريد الزواج؛ وتمَّ تعدل القانون بناء على ما تناوله مسلسل «تحت الوصاية» عندما طرح عدم تمكُّن الأم من الوصاية على أولادها إلا بعد موافقة الجد أو العم بعد وفاة الأب.
من جهته المخرج وليد درويش تحدَّث بأنَّه بنى أحلامه المستقبلية في مرحلة الشباب فتحولت إلى هدف سار عليه وحققه وفق ماخطط له بالتوجُّه إلى الإخراج التلفزيوني والسينمائي باعتباره أحد عشاقها لأنَّه أولع بالأفلام الهندية فدرس مادة الإخراج السينمائي بمنحة إيرانية وتفوق بدراسته ثم عاد إلى الوطن ليتدرب على يد أسماء مهمة من مخرجين لهم باع طويل في العمل وتمكَّن أن يكون مخرجاً خبيراً يدير عملاً بكامله.
الحلم حقيقة
وأشار ابن الجولان إلى أنَّ أول فرصة إخراج كانت عام ٢٠١٠ فصار الحلم حقيقة عندما أسس شركة إنتاج خاصة به في العام نفسه من مبلغ بسيط وأنتج عدة أفلام وثائقية وخاض غمار تجارب أخرى انعكست الجولان فيها وخاصة فيلم «شآم حكاية مقاومة» كان عملاً ضخماً في إنتاجه أعطى حيِّزاً لقضيته وذكر فيه بعض أسماء القرى والبلدات حيث طرح أول بنك خاص في القنيطرة «البنك العربي» على مستوى الوطن العربي عام ١٩٣٧ ووجود سينما الأندلس في المدينة المدمرة عام ١٩٢٦،
ثمَّ بيَّن بأنَّ تجربته الأولى عشارية «عش الغراب» حاكت طموح الشباب ودوافعهم بين الماضي والحاضر فسار على مبدأ: علِّمهم الصيد بدلاً من تناولهم السمك، مشيراً إلى ضرورة توظيف الفئات العمرية الشابة في الأماكن الصحيحة للحفاظ على طاقاتهم الإبداعية، مُبيِّناً بأنَّ الدراما تطرح المشاكل لكنَّها لاتقدم الحلول وليس من مهامها سوى تسليط الضوء فقط، أمَّا عن فيلمه «براءة» كان من إنتاج المؤسسة العامه للسينما يتناول عمالة الأطفال في عمل يحكي عن طفل يعمل بتلميع الأحذية محروم من حقوقه في التعليم واللعب ثم يلتقي بطفل آخر من أبناء العائلات الميسورة يتبادلان الأدوار فيما بينهما وسيتمُّ عرضه الأوَّل الشهر القادم.