عانت سورية خلال أكثر من عقد من الزمن في الحرب ضدّ الإرهاب، وكانت جدار الصّدّ الثابت لحماية سيادتها وشعبها، ومنع تغلغل الإرهاب إلى دول عربية وغربية.. لكن يبدو أن المليارات التي صرفت على المرتزقة والسلاح الذي استخدم لتدمير سورية، وتدريب الإرهابيين، ما زال يفعل فعله بتعزيز العمليات الانفصالية، ممثلة بقسد الذراع الأميركي الممتد في سورية، المدعوم من قبل القواعد الأميركية، لكنها صمتت أثناء مواجهته مع العشائر، التي ضاقت ذرعاً به وبالاحتلال الأميركي سارق الثروات وأعوانه، والقوات التركية غير المقبولة في المنطقة، الأمر الذي أدى إلى انتفاضتهم للتخلص من قسد…
حين أدركت أميركا أنها ستجهز عليه، ودوره الوظيفي علّه لم ينته بعد ثارت حفيظة الأميركي باستمالة بعض أفراد العشائر من أدواتها للتوقف عن القتال.
في المقلب الآخر حاولت واشنطن استثمار اجتماع اللجنة المنبثقة عن قمة جدة، السعودية الأردن العراق مصر التي اجتمعت في عمان، بحضور سورية، لنيل ما لم تنله الحرب على سورية لصالح الأميركي، وإحراز نتائج ترضي أميركا ومواليها، تحاول الحصول عليه بالمفاوضات عبر شعار خطوة مقابل خطوة كما تشاء له أميركا. ولرفض سورية ما يمس سيادتها والتخلي عن حلفائها على طريقة نكران الجميل التي لم يعتدها السوريون ومحاولة حرف معاناة الشعب السوري اقتصادياً وعملية تجويعه الممنهجة، بسبب الحصار الجائر والتركيز على الفساد والأداء الحكومي غير المرضي عنه، كل ذلك لتأليب الشارع السوري ضد دولته ومحاولة تفكيك عراه لصالح الأمن الصهيوني، وتحقيق بعض المآرب الأردوغانية بعد عودة الغزل الأميركي التركي بسبب نجاح أردوغان في الانتخابات، وحتمية الاستمرار بالتعامل معه لأربع سنوات قادمة.. كل ذلك حري بتعزيز موقف الحلفاء للوقوف بفاعلية أكبر إلى جانب سورية، وتخفيف حدة الضائقة على الشعب السوري، حيث تركز واشنطن على إخراج القوى الحليفة تحقيقاً لأهدافها وأوعزت بفتور العلاقات مع سورية بعد الحماس والترحاب اللذين أولاهما العرب المجتمعون لسورية في قمة جدة.
كل ذلك بات واضحاً للشعب السوري، الذي ما زال صامداً ومضحياً، واثقاً أن الأرض لا تتحرر إلا بالقوة العسكرية والمقاومة الشعبية وأن بعض الفئات التي أُخذت بهوى الإغراءات المادية والسلطوية، ستعود إلى رشدها، حيث لا خيار إلا بالحرية الحقيقية وحفظ الكرامة، و التضامن الداخلي لجميع فئات الشعب.
إنها سورية آخر معاقل الإباء وجدار الصّدّ الذي سيحفظ كرامة الشرفاء أمام الانبطاح المتسارع للآخرين على عتبات الكيان الصهيوني.
الأيام تتسارع والخطر على الأمة وسورية خاصة يتوحش، لذا يحتاج المزيد من العمل واليقظة في الداخل ومن الحلفاء.
التالي