ماذا لو كانت نقطة النهاية هي ذاتها نقطة البداية..؟
وماذا لو كان كل ما نفعله مجرد تكرارات لا تتوقف لنُسخٍ حيةٍ منا في عالم (اللاوعي) أو ربما في عوالم موازية..؟
تساؤلات تنشغل بها في كل مرّة ترى حلماً ينبئ، لوهلةٍ، أن من فيه ليست هي بالضبط، إنما أخرى تحيا في عالمٍ آخر..
أتكون أحلامنا صلة وصل بيننا وبين نُسخنا الأخرى في العوالم الموازية الخارجية..؟
ما تفكر فيه ليس ضرباً من الجنون ولا هو مستحيل.. لطالما كانت هناك حسابات (فلكية) ومسافات (ضوئية) تُقاس وفق أبعاد الفضاء الخارجية.. يعني وفق مسافات فاصلة بين المجرّات التي لكل منها حسابها الزمني المفارق للأخرى.
تثيرها فكرة (الزمن) وارتباطه الوثيق بالذاكرة..
كل منهما غير موجودٍ من دون الآخر..
وما ذاكرتنا سوى بضعة مفاصل زمنية كوّنت عمرنا.. وبالتالي ليس زمننا سوى مجموع ذكرياتنا.
ولهذا لا تقتنع أن الزمن يسير بخطٍ مستقيم من الماضي، مروراً بالحاضر، وصولاً للمستقبل.. هي مجرد رؤية بسيطة ومحدودة للعبة (الزمن).
تلفتها الطريقة التي يتم من خلالها مناقشة ثيمة الزمن في بعض الأفلام..
بعضها طرح فكرة وجود صراع بين الواقع والحلم مثل فيلم (استهلال، Inception) وبعضها مثل (الضياع في موبيوس) يناقش فكرة الزمن الداخلي والخارجي بما يوازيه من زمن خاص وآخر عام أو الدخول في أزمنة مختلفة تبعاً لعوالم موازية تتنقل فيها البطلة.. تماماً كما فيلم الأوسكار الأحدث (كل شيء في كل مكان دفعة واحدة) حيث تتواجد البطلة بين حيوات متعددة.
بعض المقالات التي تعمّقت في أفكار هذه الأفلام تصل حدود الدراسة المكثفة مطبّقة الكثير من المفاهيم والنظريات، شرحاً وتفصيلاً..
كل ذلك يأتي على سبيل كونه دليلاً على أن الأفلام (الفن عموماً) وسيلة لتوسيع مداركنا وبالتالي لفهم لغز الحياة أكثر.
كلّما حاولت فك شيفرة هذه الأفلام، زاد تأملها بمفردتي (الزمن، الذاكرة).. ودائماً ما يقارب الزمن فيها المفهوم الذي ابتكره عالم الرياضيات “أوغست موبيوس” الذي هو ( شريط دائري متصل متموج ذو سطح واحد على نقيض الشريط التقليدي ذي السطحين المتقابلين)، بشكل أو بآخر يشبه إلى حدّ ما رمز اللانهاية في الرياضيات..
إذاً حركتنا وفق هذا الشريط هي دائري متموجة وبالتالي الزمن دائري في عود دائمٍ لا ينضب..
يعجبها كيف فسر المفكر أومبرتو إيكو الذاكرة بقوله “هي الروح”..
والذاكرة الفردية ليست سوى بضع نقاط زمنية تتوهج أكثر من غيرها.