هي المعارك بين العشائر العربية وميليشيات “قسد” الانفصالية في ريفي دير الزور وحلب وحتى الجزيرة السورية قادرة على أن تكشف وجه الأميركي وتعري ما تبقى منه لترى “قسد” نهايتها السياسية والميدانية على بعد أمتار فقط من غرف الاستخبارات الأميركية.
فالاحتلال الأميركي يبدو أنه قرر إضعاف “قسد” وتقديم المؤازرة المحدودة لها خاصة أن الأخيرة تشعر وكأن الإدارة الأميركية ميالة لإرضاء أردوغان ولن تضحي _أي واشنطن_ بالدور التركي، مقابل أن تحمل الأمنيات الخلبية لـ”قسد” على بساط الاحتلال الأميركي، وفي الوقت ذاته لاتستطيع أميركا الجلوس مع شيوخ العشائر لعدة أسباب، أهمها أنها ستخسر ورقة “قسد” بأكملها، وفي الوقت ذاته ليس لدى العشائر مشروع انفصالي أو حتى استعداد لتقبل الاحتلال بعد أن عاثت أميركا ومرتزقتها فساداً وسرقة ونهباً لثروات البلاد.
العشائر العربية في سورية لها بعد عروبي وقومي ..وتاريخ من النضال ضد الاستعمار قادر على قراءة الأحداث بعين وطنية باستثناء بعض القلة المأجورين، لذلك كان هذا الفعل الجمعي منها بطرد “قسد” من مناطق وجودها وتغولها بفعل هرمون الدعم الأميركي واليوم تراهن أميركا على شراء الذمم والأوراق من بعض الشخصيات لكنها لن تطول ما تريد، فما فعلته و”قسد” كان يكفي ويفيض لأن تهب العشائر هبة واحدة ستخرج منها رياح المقاومة الشعبية وستطرد بندقية هذه المقاومة واشنطن إن لم تجعل انسحاب جنودها أفقياً وفي التوابيت وهو ما يخشاه بايدن أكثر من أي شيء، ففيه مقبرته السياسية وربما يفضل بايدن أن يفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية على أن يشهد ذله السياسي في سورية.