بالمقارنة فقط يُمكن أن نشعر بالفرق بين عملين ، وهذا ما سأتطرق إليه بالمقارنة بين التسجيل على المفاضلة العامة والتسجيل للحصول على جواز سفر .
هي مقارنة ظالمة بالتأكيد لأن الفرق كبير جدا و يعادل الفرق بين زمن التسجيل على المفاضلة العامة و زمن الدخول على المنصة للتسجيل على جواز السفر ،فالتسجيل على المفاضلة يستغرق عشر دقائق والدخول على منصة الحصول على جواز السفر يستغرق أكثر من عشرة أيام وهذا حصل معي ولم أتمكن من حجز دور ،وطبعا الزمن لا يعود “لتخلفي “الإلكتروني والتقني فكثير ممن تواصلت معهم يشاركوني الوضع بما يعني أن المشكلة في المنصة وليس فينا نحن ، والأمر الآخر الذي نصحني به البعض بأن ادفع “قرشين” لمكتب وهو يتولى الأمر وبغير ذلك يبقى الأمر ضربة حظ .
اكيد عدد الداخلين يوميا خلال فترة التقدم على المفاضلة أكبر بكثير من عدد الداخلين لمنصة جوازات السفر ولكن لماذا بدقائق تسجل بالمفاضلة ولا تستطيع دخول منصة الجوازات باسابيع ؟
الأمر اكيد تقني وهذا واضح من خلال التعقيد في البيانات المطلوبة لمنصة جوازات السفر ، فما هو المبرر لإرسال كل هذه البيانات الكترونيا ؟ ألا يمكن استلامها ورقيا عند استخراج جواز السفر ؟ ايضا ” أنتم ”
أبو أتمتة البيانات وأمها وتتقاضون رسوما عالية جدا فهل تعجزون عن استخراج هذه البيانات من قيودكم ؟ يعني بالعربي الفصيح ليش ” بدي ” أدخل كل هذه البيانات عالمنصة “بس أجي لعندك بجيب أوراقي اللي بدي استخرجا من دوائركم وقيودكم ”
نجحت وزارة التعليم ومنظومة الدفع الالكتروني في إطلاق برامج و منصات التسجيل في المفاضلة العامة و الحصول على البيانات ،فيما فشلت وزارة الداخلية في إطلاق منصتها التي أثقلتها ببيانات وخانات كثيرة هي تملك معلوماتها و تستوفي رسوم الحصول عليها .
جواز السفر حق لكل مواطن ،والحصول عليه يجب أن يكون مُيسرا وسهلا ولا سيما للمستعجل الذي يحقق إيراد للخزينة فلماذا كل هذا التعقيد ؟ ولماذا نخلق مشكلة لكل شيء ونضيفه إلى قائمة أحلام الناس ؟
هو منطق غريب من الطرفين ، الطرف الحكومي بتعقيداته و تحويل الاستحقاقات إلى مشاكل ، والمواطن الذي يسير بغريزة دون تفكير ، فهناك عدد كبير من الأشخاص قاتلوا ودفعوا مبالغ كبيرة للحصول على جواز السفر ولكن مدة الجواز انتهت ولم يسافروا .
أساس المشكلة عند الجهات المعنية ،فعندما أعلم أن الحصول على جواز السفر يحتاج لوقت طويل أسعى لامتلاكه من باب الاحتياط كي أجده في اللحظة المناسبة ، ولكن لو أن الأمر طبيعي أذهب متى أريد وأحصل على الجواز متى أريد ولو كان برسم مرتفع ، فحل المشكلة عند مفتعلها ،اي عند الجهات المعنية .
معد عيسى