شراكة واشنطن والإرهاب لاستنزاف سورية

ظافر أحمد أحمد
عملت وتعمل الإدارة الأميركية على التحكم في مستقبل سورية باسم الحل السياسي وأهم مستلزماته خلطة (الشركاء المحليين)..
طوال سنوات الحدث السوري المتفجر منذ العام 2011 شكل (الشركاء المحليون) لواشنطن جسور تأمين البيئة الحاملة للاحتلال الأميركي لتمكينه من التحكم جغرافيا واجتماعيا واقتصاديا في أجزاء من الجزيرة السورية، ولكن الهدف الأكبر هو تمكينه من التحكم بمستقبل سورية، وهذا ما تؤكده تصريحات مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، عندما يتحدثون عن مسوغات تأهيلهم للشركاء المحليين..
وبدلالة الأحداث والنتائج يمكن تحديد أوضح ثلاث شركاء محليين للاحتلال الأميركي على الأرض السورية وهم (تنظيم داعش، وميليشيا قسد، وتنظيم جبهة النصرة).. وقد شكل داعش أبرز هؤلاء الشركاء مع أنّه لا يحمل صفة محلية سورية بل هو خلطة من متعددي الجنسيات، وهو تنظيم يسبب الحرج لواشنطن فلا تقر بشراكتها معه، بل على العكس تسوّقه على أنّه عدو لها، وهذه العداوة المزعومة هي التي شكلت جسر العبور الأميركي إلى الساحة السورية ميدانيا، فاحتلت الولايات المتحدة أجزاء من الجزيرة السورية بحجة مكافحة داعش..ومن المعروف أنّ معظم قيادات التنظيم من خريجي السجون والقواعد الأميركية على الأرض العراقية، وهذا ما يؤكد أنّه تمّ تأهيل قيادات داعش أميركيا.. وعند مكافحته صنّعت واشنطن لأجل هذه المهمة ميليشيا قسد بصفة شريك محلي لمكافحة الإرهاب..
لا يختلف الأنموذج مع ميليشيا قسد سوى أنّ واشنطن تقرّ بشيطانية داعش، بينما تجمّل بميليشيا قسد على أنّها شريك محلي في مكافحة الإرهاب..
الشريك الآخر المحلي وهو جبهة النصرة وبذات المواصفات الداعشية كونه من متعددي الجنسيات وقد مكّنته واشنطن بالتنسيق مع الاحتلال التركي في محافظة إدلب وأجزاء أخرى من الشمال السوري، بل إنّه وضمن توزيع كعكعة الشرق والشمال السوري استخدمت واشنطن صراعات أدواتها لتحدد لكل واحد من شركائها المساحة الجغرافية التي تجدها مناسبة، ولذلك كانت خطوة تمكين جبهة النصرة من منطقة عفرين أيضا على حساب نفوذ ميليشيا قسد..
تتقاطع مشروعات داعش وقسد والنصرة، فكلّها على حساب الجغرافية السورية وثروة النفط وموارد سورية مهمة، وهذا ما يؤكد أنّ المشغّل أميركي واحد، وإن تطلب الأمر تصارع أدواته، فالغاية في نهاية المطاف تحقيق هدف واشنطن من مسرحية مكافحة الإرهاب، وصولا إلى تطبيق المشروعات الانفصالية..
إذا تحدد واشنطن لكل أداة من أدواتها حصص الجغرافية والأسلحة والتناقضات والصراعات كي تمسك بخيوط لعبتها وتضمن لكل أداة من أدواتها النظر إلى مشغلها الأميركي على أنّه المنقذ الوحيد فتضمن ولاءه..، والخلاصة هي شراكة واشنطن مع الإرهاب من أجل  استنزاف سورية..

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار